ما هو التسامح | ما هو مفهوم التسامح في الاسلام؟

أسبوعين منذ
كريم احمد الحسيني

 

يحث الدين الإسلامي على التسامح، فما هو مفهوم التسامح في الإسلام إذًا؟، التسامح هو العفو عن المُسيء، والتماس له الأعذار، وهو ينبع من نقاء القلوب، وامتلاك صفة العطف والرحمة، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنعرض من خلال المقال التالي التسامح في الإسلام،

ما هو مفهوم التسامح في الإسلام

ما هو التسامحالتسامح

في الإسلام هو أحد أهم المبادئ الإنسانية، والمراد به التجاوز عن الإساءة، والعفو عن المخطيء ونسيان الماضي، والعزوف عن فكرة الانتقام، وعدم التسرع في إصدار الأحكام على الآخرين، والتماس لهم الأعذار.

وقد حث الدين الإسلامي على التسامح والعفو، قال تعالى: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” [فصلت: 34].

وقوله تعالى: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” [النور: 22]، والتسامح صفة من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان يضرب به المثل في التسامح والعفو عن الناس،

مظاهر التسامح في الإسلام مع غير المسلمين

كان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل مثال على التسامح، فقد عاش مع أصحاب الديانات الأخرى، وأمنهم على معتقداتهم، وعباداتهم، وصلبانهم، وحرية ممارسة شعائرهم الدينية، وقد أمر الله عز وجل المسلمين بالتعايش السلمي مع أصحاب الديانات الأخرى.

قال تعالى: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” [الممتحنة: 8].

وأوضح الإسلام أن الناس سواءًا، فلا فضل بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحدٌ، وإن أباكم واحدٌ، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى”.

أثر التسامح على الفرد

للتسامح آثار تعود على الفرد إما براحة قلبه واتساع صدره وأيضًا قوة الصلة والعلاقة بينه وبين ربه، سنوضح بالتفصيل فيما يلي:

  • كسب رضا الله عز وجل، فالمتسامح يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والملائكة المقربون.
  • شعور الفرد المتسامح بالسعادة والرضا، حيث يجد نفسه في هناء، لا ينشغل بتبدل الحال.
  • اكتساب محبة الآخرين، وثقتهم، فالشخص المتسامح يحبه الناس، ويجدون فيه اللين والرأفة.
  • استقرار الحياة الأسرية، حيث تشعر الزوجة بالأمان، ويطمئن الأولاد، فهم لا يخافونه بل يكنون له كل الإحترام والحب.
  • التسامح يُجلب الخير، لأن الناس يميلون للتعامل مع الشخص اللين، فيكثر عليه الخير بكثرة المحبين.
  • استقبال الأقدار بالرضا، والتسليم لأمر الله.

أثر التسامح على المجتمع

أكد الدين الإسلامي على أهمية العفو، فهو فضيلة أخلاقية، إذ يؤدي التسامح إلى التخلص من الأحقاد والأضغان، كما أنه الوسيلة لإنقاذ حياة الناس، ولهذا رغب الإسلام الناس في التسامح والعفو حتى في القصاص.

قال تعالى: “وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” [الشورى: 40].

ويعمل التسامح على توثيق الروابط الاجتماعية، التي قد تضعف بسبب إساءة بعض الأفراد إلى بعضهم البعض، كما أنه سبب لنيل مرضاة الله عز وجل.

المقصود من التسامح هو العفو عن المخطئ، ونسيان الماضي، وعدم التفكير في إلحاق الضرر للآخرين، والتسامح ليس تنازل عن الحقوق، أو ضعف وقلة حيلة، بل هو سمة من سمات الأقوياء، ينجم عن قوة وعزيمة صادقة في الانتصار على النفس بإيجابية.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى