ماذا يفعل من لم يقضي ما فاته من صوم ولا يعرف عدد الأيام؟

إن الإفطار في أحد أيام رمضان يوجب قضاء اليوم، فماذا يفعل من لم يقضي ما فاته من صوم؟ حيث يؤخر البعض قضاء عدة أيام دون حساب العدد، مما يصعب قضاءها؛ وفي موقع لحظات نيوز نوضح حكم قضاء أيام رمضان لمن لا يعرف عددها، وبيان حكم التتابع والتفريق في قضاء الأيام.
حكم قضاء أيام رمضان لمن لا يعرف عددها
يفطر البعض في رمضان بسبب المبطلات، وقد يتكرر الأمر وتكثر الأيام، ومن هنا جاء البحث عن حكم قضاء أيام رمضان غير المعروف عددها؛ والذي أجاب العلماء في شأنه كما يلي:
- التوبة: يجب التوبة على تأخير قضاء الأيام الفائتة والتساهل في أداء العبادة في وقتها، حيث يعد التأخير هنا بمثابة معصية توجب التوبة.
- الصوم: يكون حسب الظن بعدد الأيام المجهولة؛ فإن ظن المرء أن أيام القضاء عشرة فليصمها، طالما لم يعلم عددها على وجه الدقة.
- الإطعام: يجب إطعام مسكين عن كل يوم، في حال توافرت القدرة لفعل ذلك، ويكون الإطعام نصف صاع من قوت البلد؛ ولغير القادرين، يكفي الصيام والتوبة فقط.
حكم قضاء صيام شهر رمضان
إن صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام التي فرضها الله على عباده، وقال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
وفي ضوء الآية يتضح وجوب صيام شهر رمضان، وهو شهر مبارك أنزل الله فيه كتابه، وضاعف من ثوابه؛ ويتضح حكم قضاء أيام رمضان في هذه الآية للمعذورين من مرضى ومسافرين ممن لم يستطيعوا صيام بعض أيام الشهر الفضيل، وهذا يسر من الله عز وجل في كيفية أداء العبادات.
حكم التتابع والتفريق في قضاء الأيام
إن التتابع هو صيام أيام القضاء بشكل متوالي بلا تفريق بينها، وقد اختلف العلماء في أمر التتابع والتفريق فيما يخص حكم قضاء أيام رمضان كما يلي:
- الشافعية: قالوا إن التتابع ليس واجبًا، ويجوز التفريق عند قضاء الأيام، حيث قال تعالى: (فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)؛ وفي الآية لم يأت ذكر للتتابع أو التفريق، بل كان الأمر متروكًا للعباد.
- الحنفية: قالوا بعدم وجوب التتابع، إلا أنهم رأوا أفضليته على التفريق استنادًا إلى الحديث النبوي: (سئل الرسول عن تقطيع قضاء رمضان، فقال: ذلك إليك، أرأيت لو كان على أحدكم دين فقضى الدرهم والدرهمين، ألم يكن ذلك قضاء؟ فالله أحق أن يعفو ويغفر).
- المالكية: قالوا إن التتابع في قضاء أيام رمضان مندوب، ومثله مثل تعجيل القضاء.
- الحنابلة: قالوا بجواز كل من التتابع أو التفريق، مع تفضيل التتابع؛ استنادًا إلى الحديث النبوي حول قضاء ديون العباد وأيام الله، وهو ما ذكرناه.
هنا يأتي الختام، حيث عرفنا حكم قضاء أيام رمضان في حالة عدم معرفة عدد أيام القضاء على وجه الدقة؛ والذي ينقسم إلى التوبة من تأخير القضاء والتهاون فيه، ثم صوم عدد الأيام التي يظنها المرء، ثم إطعام مسكين؛ كما عرفنا أهمية حكم القضاء، وأحكام التتابع والتفريق فيه.