مفهوم العقيدة الإسلامية الصحيحة وما يتضمنه الإيمان بالله

العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها إسلام المرء، وإن كان غير مدرك لمفهوم العقيدة الصحيح فكيف يمكن أن يكون مسلم لله عز وجل بشكل كامل ونهائي، لذا فإن العلم بالعقيدة الصحيحة شرط أساسي للإيمان بالله، ومن خلال موقع لحظات نيوز نعرض مفهوم العقيدة الإسلامية الصحيحة وما يتضمنه الإيمان بالله
مفهوم العقيدة الإسلامية الصحيحة
فيما يلي نعرض مفهوم العقيدة الإسلامية الصحيحة:
1-مفهوم العقيدة الإسلامية لغًة
العقيدة في اللغة تم أخدها من العَقْد، وهو ما يشير إلى الشد والوثاق، وعكسها حل الشئ، وقد أتى في القرآن الكريم ما يدل على معناها اللغوي، قال الله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ [سورة الفلق، آية 4].
بمعنى السحرة الذين يعقدون العُقَد وينفثون فيها، ومعنى العقد ربط الشيء بغيره، ومعناه هنا التأكيد، مثل قول: عقد العهد واليمين، كما قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [سورة النساء، آية 33].
في حين أن المعاقدة تأتي بمعنى المعاهدة، فقد قال الله سبحانه وتعالى على الإيمان أنه الزم العهود حين قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [سورة المائدة، آية 1].
والقول في البيع عقدته: أي أبرمته وأحكمته، واعقاد الأمر يعني صدقه، وعقد القلب، والعقيدة أيضًا هي ما يدين الإنسان به، وله استعمالات أخرى.
اقرأ أيضًا: مفهوم العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة والفرق بينهما
2-تعريف العقيدة اصطلاحًا
يطلق مصطلح العقيدة على الإيمان الحاسم، والحكم القاطع الذي لا يوجد شك فيه، فهي ما يؤمن به المسلم ويجعله مذهبًا ويربط قلبه وضميره به ويتخذه دينًا، وتسمى عقيدة في جميع الحالات حتى وإن كان هذا الاعتقاد صحيحًا أو باطلًا.
والعقيدة الإسلامية هي اليقين وتسليم كامل الأمور والإيمان الحاسم بالله سبحانه وتعالى، وطاعته والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
وسائر أساسات الإيمان، وأركان الإسلام، وجميه ما هو مسلم به في الدين مثل حب الله عز وجل، والمعاملة الطيبة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وحب صحابة رسول الله والعلماء، وكافة ما يأتي من أسس صحيحة في الدين الإسلامي.
ولذلك فإن أمور العقيدة هي كافة ما تم ثبوته بالعقيدة من أمور غيبية لا يعلمها إلا الله وغير غيبية وثابتة في أصول الاعتقاد من القرآن الكريم، ومما تم توكيد ثبوته من الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم.
ويدخل في العقيدة أيضًا كل الأمور العلمية والعملية، مثل الالتزام بالفضائل والأخلاق الحميدة ونفي جميع ما هو عكسها.
والعقيدة هي الأصل الذي يقوم عليه الدين، فهي كالأساس للبناء، لذلك من يخالف شيئًا من الأصول، يؤدي ذلك إلى وجود خلل في العقيدة كاملة، فمثلًا لو أن أحد المسلمين أنكر وجود مَلَك من الملائكة وآمن بالباقي فهذا منافي للعقيدة الصحيحة، لأن العقيدة تكون باتباع جميع أصولها،
مسميات العقيدة وما يتضمنها
نوضح فيما يلي مسميات العقيدة وما يتضمنها:
1-الإيمان
قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [سورة الشوري، آية 52]، وذلك لأن أصول العقيدة هي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وهي أركان الإيمان.
وقام العلماء بتأليف العديد من الكتب فيها، منها كتاب الإيمان لابن مندة رحمه الله، وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكتاب الإيمان لابن أبي شيبة رحمه الله.
اقرأ أيضًا: أصول العقيدة الاسلامية عددها خمسة صواب خطأ
2-السُنة
وهنا معناها ما هو عكس البدعة، وليس معناها السنة بالمصطلح الذي يستعمله الفقهاء للدلالة على ما يكسب فاعلها ثواب ولا يعاقب تاركها.
وقد جاء في معنى العقيدة بتسمية السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: “فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ” [صحيح].
وقال كذلك صلى الله عليه وسلم في حديث الثَلاثة الذين جعلوا من أنفسهم كالرهبان: “أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا، أما واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي” [أنس بن مالك – صحيح].
اقرأ أيضًا: مفهوم الحضارة الإسلامية وخصائصها جاهزة للطباعة
3-التوحيد
المقصود بهذه الكلمة معنى العقيدة، حيث صح من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن أنه قال له: “ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ…”
العقيدة هي ما يؤمن به المرء إيمانًا راسخًا بلا شك، والعقيدة الإسلامية هي اليقين والتسليم والإيمان الكلي بالله تعالى، وباقي أركان الإيمان وأركان الإسلام، ولها مسميات عديدة أيضًا.