شعر الزير سالم في الحب والحرب والغزل والخمر

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

الزير سالم هو من أكبر شعراء العصر الجاهلي، هو عدي بن ربيعة بن الحارث، لقد لقب بالمهلهل لأنه أول من رقق الشعر ولم يستخدم الألفاظ الغامضة والوحشية كغيره من العرب، من قبيلة عنزة وكنيته أبو ليلى، ومن خلال موقعنا لحظات نيوز سنتعرف على بعض من أشعار الزير سالم في الحب والحرب

شعر الزير سالم في الحرب

شعر الزير سالم

لقد عرف عنه الشجاعة والبسالة في الحروب، فنجده يقول:

هلموا اليـوم نفنـي ال مـرة *** ولـو كانـوا ثلاثيـن كــرة

وسيف الهند يقطع في يمينـي*** فلا نخشى المهالـك والمضـرة

فاحموا يا بني عمـي لظهـري*** فتحظـوا بالأماني والمسـرة

لقد أنشد تلك الأبيات وهو وسط جيشه يحثهم على الشجاعة ويبث فيهم روح الحماسة، فيقول لهم هلموا أي أسرعوا للقضاء على آل مرة مهما بلغ عددهم فنجده يستخدم التشبيه التصويري والصوتي كأننا في ساحة المعركة ونستمع إلى صوت الخيول وهي

تكر وصوت السيوف وهي تخرج من مغمدها لتقطع رؤوس الأعداء فهو لا يخشى أحدًا، ويطلب من قومه أبناء عمه مصدر دعمه بأن يدعموه ويحموا ظهره من الأعداء.

اقرأ أيضًا: الزير سالم من اي قبيلة ما صلة القرابة بين كليب وجساس؟

اقرأ أيضًا: قصة الزير سالم مختصرة وحديث الرسول عن الزير سالم

شعر الزير سالم في الحب

شعر الزير سالم

لقد عرف عن الزير سالم كحبه الشديد لأخيه كليب، فنجد أغلب أشعاره يذكر مدى حبه لأخيه ويرثيه وتأثر تأثرًا شديدًا به عند موته وأقسم أن يثأر ممن قتله، فنجده يقول:

وقلب الزير قاسي لايلينا ***وإن لان الحديد ما لان قلبي

وقلبي من حديد القاسيينا*** تريد أميه ان أصالح وما تدري بما فعلوه فينا

سنين قد مرت علي أبيت الليل مغموما حزينا ***أبيت الليل أنعي كليب أقول لعله يأتي الينا

لقد قسى قلب الزير كثيرًا بعد موت أخيه كليب فهو مكن أقرب الأشخاص لقلبه، ولكن قلبه أصبح الآن كقطعة الحديد التي لا تلين إلا بالانصهار، حتى وإن لان الحديد وانصهر قلب الزير لا يمكن أن ينسى ما فعله بأخيه، فلقد عرضت بني أمية كثيرًا عليه بأن يتم التصالح بينهما حقنًا للدماء ولكنه رفض فهو وحده من عاش تلك الآلام وتعذب بفقدان أخيه، فالعام يمر وتأتي أعوامًا أخرى، وحاله لم يتغير يشعل نفسه طوال والنهار وعندما يذهب في الليل إلى مضجعه يتذكر كل آلامه وأحزانه ويتذكر أجمل الأيام التي جمعته بأخيه.

أتتني بناته تبكي وتنعي*** تقول اليوم صرنا حائرينا

فقد غابت عيون أخيك عنا*** وخلانا يتامى قاصرينا

وأنت اليوم يا عمي مكانه*** وليس لنا بغيرك من معينا

سللت السيف في وجه اليمامه وقلت لها أمام الحاضرين*** وقلت لهاما تقولي… أنا عمك حماة الخائفينا

يوضح هنا قوة ترابط العلاقة الأخوية وأنها لا تنتهي أبدًا، فبعد موت كليب ذهب بناته إلى عمهن يبكون ضعفًا وقلة حيلة فالنساء في هذا الوقت عرف عنهم الضعف، فلقد أصبحوا مشتتين وفي حيرة من أمرهن بعد موت والدهن.

ولكن الزير عرف عنه المروءة والشجاعة وطمأن قلوبهن بأنه مكان والدهن وسيظل سند لهم مهما حدث، فهو الأخ والعم، فرق قلبه لدموع بنات أخوه ورفع سيفه وأقسم على أن يثأر لأخيه مهما حدث، ووعدهم بالأمان والحماية أمام كل الحاضرين.

اقرأ أيضًا: شعر حزين قصير عن الدنيا تويتر

شعر الزير سالم في الخمر والغزل

شعر الزير سالم

لقد كان شرب الخمر من العادات القديمة المعروفة عند العرب  في الجاهلية خاصة عند سادة القوم والشعراء؛ لهذا نجد أن هناك الكثير من الشعراء في الجاهلية كانوا يتغنون بشرب الخمر، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر الزير سالم الذي كان شرب الخمر غرض أساسي من أغراض شعره، فيقول:

شربت كؤوس الخمر لكي أنساك  ***وإذا بكل كوب أشربة أراك

ما سال الدمع إلا لذكراك***قسما برب العباد لن أنساك

أمرت النسيان أن ينساك***فنسيت النسيان و لم أنساك

يشكي الزير حاله هنا فهو يعاني من آلام الحب ولجأ لشرب الخمر لعلها تسكره وتنسيه  فراق محبوبته وتنسيه آلام الشوق والحنين، ولكن حبها لا يوجد مفر منه فالحب كالداء الذي لا يوجد له علاج، فكلما شرب كأس لينساها يجد نفسه يتذكرها أكثر، فهو رجل عرف عنه الشموخ والعنفوان ولم تسيل عيناه يومًا.

ولكنه منذ عر فها وسالت دموعه من الحزن والاشتياق وكأن قلبه أقسم على أن يتعذب بحبها وعدم نسيانها، فيأس من  حاله فأخذ يسأل النسيان ويترجاه لعله يرأف بحاله حتى وصل به الأمر  أنه نسي النسيان ولم ينسى محبوبته.

سأسكر حتي يهتز الكأس بيدي ***وأعيش سكران ولا شيء أبكاني

فأنا لا ألوم جميع كوب خمر أسكرني**بل ألوم جميع فنجان قهوة أصحاني

يصف حاله عندما يسكر ويغيب عقله عن الوعي ويصبح غير متزن، لينسى همومه ويشعر بنشوة الفرح وعدم الحزن والبكاء ويرقص بكأس الخمر، ولكنه لا يلقي اللوم على كأس الخمر إنما يلقي اللوم على كأس القهوة الذي يقدمه الآخرين لكي ينهض من نشوته ويعود لواقعه الأليم.

لقد انتهينا الآن من عرض مقالنا الذي قدمنا فيه بعض من أهم أشعار الزير سالم، وهو من أكبر شعراء العصر الجاهلي الذي كتب في كثير من الأغراض، فعرف عنه فصاحة العرب في قول الشعر، فنجده نظم شعرًا في المدح والحب والغزل والرثاء وشرب الخمر والكثير من الأغراض الأخرى التي لا تمل منها عند قراءتها.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى