مقالة القشور واللباب والعبرة منها

3 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

نعرض لكم الآن مقالة القشور واللباب والعبرة منها وهي تعتبر من أروع مقالات نجيب محفوظ، الذي كتبها في الخمسينات، فقد كتب كتاب يشمل أجمل الأفكار التي قام بأدائها، فبدأ كتابه بمقالة القشور واللباب التي نالت إعجاب أعداد كبيرة من الناس لذلك اشتهرت بصورة كبيرة، وكان في كتابة مجموعة كبيرة من المقالات والأبحاث، لا تتحدث عن نفس الموضوع فبعض منها عن الفلسفة والآخر عن النقد الأدبي، وتميزت مواضيعه بالاختصار والدقة، ومن خلال موقع لحظات نيوز نوفر لكم المقالة وتفاصيل عن كاتبها.

مقالة القشور واللباب
مقالة القشور واللباب والعبرة منها

ما شربتُ كأسًا علقميَّة إلَّا كانت ثُمالتها عسلًا.ومَا صعدتُ عقبة حرجة إِلا بلغتُ سهلًا أخضر.وما أضعتُ صديقًا في ضباب السماء إلا وجدتُه في جلاء الفجر. وكم مرة سترتُ ألمي وحرقتي برداء التجلد متوهمًا أن في ذلك الأجر والصلاح، ولكنني لما خلعت الرداء رأيت الأمل قد تحول إلى بهجة والحرقة قد انقلبتْ بردًا وسلامًا.وكم سرت ورفيقي في عالم الظهور فقلتُ في نفسي: ما أحمقَه وما أبلَدَه، غير أنني لم أبلغ عالَم السر حتى وجدتُني الجائر الظالم وألفيته الحكيم الظريف.وكم سكرتُ بخمرة الذات فحسبتُني وجليسي حَمَلًا وذئبًا، حتى إذا ما صحوت من نشوتي رأيتني بشرًا ورأيته بشرًا.أنا وأنتم أيها الناس مأخوذون بما بان من حالنا، متعامون عما خفِي من حقيقتنا، فإن عَثَر أحدُنا قلنا: هو الساقِطُ، وإن تَمَاهَلَ قُلنا: هو الخَائِر التلِف، وإن تَلَعْثَمَ قلنا: هو الأخرس، وإن تَأَوَّهَ قلنا: تلك حَشَرجَةُ النَّزعِ فهو مائِتٌ.أنا وأنتم مشغوفون بقشور «أنا» وسطحيَّات «أنتم»؛ لذلك لا نُبصرُ ما أَسَرَّهُ الروحُ إلى «أنا» وما أخفاهُ الروح في «أنتم».وماذا عسى نفعل ونحن بما يساورنا من الغرور غافلون عما فينا من الحق؟أقول لكم، وربما كان قولي قناعًا يغشي وجه حقيقتي، أقول لكم ولنفسي: إن ما نراه بأعيننا ليس بأكثر من غمامة تحجب عنا ما يجب أن نشاهده ببصائرنا، وما نسمعه بآذاننا ليس إلا طنطنة تشوش ما يجب أن نستوعبه بقلوبنا، فإن رأينا شرطيًّا يقود رجلًا إلى السجن علينا ألَّا نجزم في أيهما المجرم، وإن رأينا رجلًا مُضرَّجًا بدمه وآخر مخضوب اليدين فمن الحَصافة ألا نُحتِّم في أيهما القاتل وأيهما القتيل، وإن سمعنا رجلًا يُنشد وآخر يندُب فلنصبر ريثما نَتَثَبَّت أيهما الطروب.لا، يا أخي، لا تستدل على حقيقة امرئ بما بان منه، ولا تتخذ قول امرئ أو عملًا من أعماله عنوانًا لطويته، فرُب من تستجهله لِثِقَلٍ في لسانه وركاكة في لَهْجَتِهِ، كان وجدانُه منهجًا للفِطَنِ وقلبه مهبطًا للوحي، ورُبَّ من تحتقره لدمامةٍ في وجهه وخساسة في عَيْشِهِ، كان في الأرض هبةً من هبات السماء وفي الناس نفحة من نفحات الله.

الكاتب نجيب محفوظ
مقالة القشور واللباب والعبرة منها

الكاتب

نجيب محفوظ من أشهر الكتاب العرب في العالم، فهو أول كاتب عربي يفوز بجائزة نوبل، وهو أيضًا أول روائي مصري، حياة الكاتب نجيب محفوظ استمرت حوالي 70 عام، نجيب محفوظ من مواليد ديسمبر 1911، ولم يكن يهتم بالكتابة أو القراءة فلم يكن يقرأ أي شيء سوى القرآن.

لم يبدأ نجيب محفوظ في الكتابة إلا بعد حصوله على الليسانس في الفلسفة وكان ذلك في الثلاثينات، ثم توقف بعد ثورة 1952 وتزوج في تلك الفترة لكنه لم يعلن عن هذه الزيجة، وعرف أمرها بالصدفة في مدرسة ابنته، بعد عشرة سنوات من الزواج،

حياة الكاتب نجيب محفوظ الكتابية

حياة الكاتب نجيب محفوظ الكتابية بدأت بروايات قصيرة وتتحدث عن الحياة الواقعية والتاريخ، ثم اتجه إلى الروايات الأدبية مثل زقاق المدق، والقاهرة الجديدة، اتجه نجيب محفوظ إلى عدة اتجاهات حيث كتب في الواقعية النفسية لكن لم يستمر بها لفترة طويلة، فأتجه للواقعية الاجتماعية التي أعجبت الناس مما جعله يستمر بها فترة أطول.

اتجه نجيب محفوظ لروايات التي كانت بها رمزية، مثل أولاد حارتنا، تلك الروايات حرضت على قتل الكاتب نجيب محفوظ بسبب ما سببته من انقلابات وردود فعل قوية وكانت ممنوعه من النزول في مصر لفترة كبيرة، وفي النهاية اتجه نجيب محفوظ لروايات الفانتازيا كأشهر رواية له رواية ألف ليلة وليلة.

روايات الكاتب نجيب محفوظ كانت تلامس مشاعر الناس بسبب ما كانت فيه من واقعية، فكانت رواياته تعكس الحياة الاجتماعية والسياسية،

وفاة نجيب محفوظ

على الرغم من محاولة اغتيال نجيب محفوظ والتحريض عليها لأوقات طويلة، إلا أن وفاة الكاتب نجيب محفوظ كانت وفاة طبيعية ناتجة عن قرحة نازفة بعد عشرين عام من جلوسه في المستشفى بسببها وبسبب بعض الأمراض الأخرى كالرئة والكليتين، وتوفى في أغسطس 2006.

وبذلك نكون انتهينا من سرد لكم جزء كبير من مقالة القشور واللباب التي كتبها الكاتب نجيب محفوظ، وسردنا لكم بعض المعلومات الخاصة بالكاتب وحياته ومسيرته الكتابية الطويلة، أتمنى ان يكون المقال قد نال إعجابكم ورحمة الله على الكاتب العظيم.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى