شرح قصيدة إذا غامرت في شرف مروم للمتنبي

شهرين منذ

كريم احمد الحسيني

شرح قصيدة إذا غامرت في شرف مروم للمتنبي يعد من أهم المطالب التي يسعى إليها العاشقين والمُتيمين بالقصائد الشعرية بشكلٍ عام وبما دوّنه شاعر العرب بشكلٍ خاص؛ إذ برع المتنبي من خلال تسعة أبيات من أسر قلوب القارئين الذي سنبين لهم عبر موقع لحظات نيوز الغرض الحقيقي من وراء القصيدة المميزة إذا غامرت في شرف مروم.

شرح قصيدة إذا غامرت في شرف مروم للمتنبي

محبو شاعر العرب المُتنبي حتمًا قد قرأوا له القصيدة التي تحمل اسم “إذا غامرت في شرف مروم”، وهي نفسها ما سنجول بين أبياتها لنتعرف عليها معانيها وشرحها المفصل؛ إذ يبتدأ شعره بتوجيه نصيحة لكل من قرر أن يخوض في قلب مغامرة ألا يعدل عنها ولا يرضى بالقليل فيها.

هذا لأن الجهد يظل جهدًا سواءً أكان بسيطًا أو عظيمًا، وكذلك الموت يظل موتًا مها اختلفت أسبابه وهذا أدعى للمرء أن يمضي قدمًا في طريق سعيه، ثم ينتقل المتنبي بقوله إن السيوف التي بها قُتل فرسه ومُهره ما صنعت إلا في قلب نارٍ مكثت فيها مثلما مكثت العذارى في النعيم.

ثم يقوم المتنبي بسرد الحكم مثل؛ أن الأشخاص الذي لا يتسمون بالشجاعة وتملّك منهم الجبن يحبون أن يصفوا أنفسهم بذوي العقل والقوة وما ذلك إلا خدعة نابعة عن طباعهم اللئيمة، وأن المرء الحكيم هو ما من امتلك الشجاعة والعقل في نفس الآن، كما أن سريرة المرء من علمه أو جهله هي المُحددة لفهمه الحديث.

أبيات قصيدة إذا غامرت في شرف مروم

بما أن حديثنا في السابق دار حول الشرح المفصل بأكبر قدر ممكن حول قصيدة المتنبي الشهيرة، فلا بد أن نسرد أبياتها على النحو التالي:

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ

قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ

وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ

يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ

وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ

وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ

وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ

ما هي أشهر قصائد المتنبي

في إطار التعرف على واحدة من سلسلة القصائد الشهيرة التي شهدها ميدان الشعر للمتنبي نبين جزءًا آخر منها، وذلك على النحو التالي:

أود من الأيام ما لا توده.
الحزن يقلق والتجمل يردع.
لك يا منازل في القلوب منازل.
عواذل ذات الخال في حواسد.
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا.
القلب أعلم يا عذول بدائه.
أماتكم من قبل موتكم الجهل.

الكثيرون ممن ولجوا طريق الشعر على مهلٍ مُستكشفين أسراره التي تجعل منه عالم مميز في حد ذاته وجدوا ضالتهم في أحضان أبيات المتنبي، هذا الشاعر الذي تمكن ببراعة ومهارة غير معهودة من لفت العقول إلى ما دونته أنامله وعبّر به عما يجول في خاطره ليأسر قلوبهم ولو كانت تفصل بينهم مئات السنين.