خطبة رابع جمعات شهر رمضان المبارك 2025 عن اغتنام ما تبقى من الشهر وطرق تفادي الكسل في العبادة

كثيرُا ما يتم البحث عن الخطب، ومن أهم ما يتم البحث عنه خطبة رابع جمعات شهر رمضان المبارك، لذلك يقدم موقع لحظات نيوز خطبة عن اغتنام ما تبقى من الشهر وطرق تفادي الكسل في العبادة، مع الاستدلال بالأحاديث الشريفة من السنة النبوية الكريمة، وتتضمن الخطبة حال النبي في أخر أيام شهر رمضان.
مقدمة الخطبة
إن الحمد لله سبحانه وتعالى، نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونعوذ به ن شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، ونحن في ظلال العشر الأواخر من رمضان، نشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشرف الخلق، وأفضل من صلي وقام، وسن لنا التهجد والقيام.
أما بعد..
اغتنام ما بقي من شهر رمضان
يا عباد الله، اعلموا أن أيام وليالي شهركم الفضيل قد انقضت، ولم يبق منها سوى القليل، فها نحن نودع رمضان بعدما كنا نعد الأيام والليالي ونرجو من الله بلوغه، وقد من الله علينا ببلوغ هذا الشهر، وأدركنا أوله، وأوسطه، وها نحن يا إخوة الإيمان والإسلام في رابع جمعات شهر رمضان المبارك، في العشر الأواخر من أعظم شهور السنة.
كان نبينا الكريم يخص تلك الليالي دون غيرها من ليالي هذا الشهر بمضاعفة العبادات والطاعات، ونستدل على ذلك من قول عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ” (صحيح مسلم)، وكان يحرص على قيام الليل كله بالصلاة، وذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فقد ورد عن عبد الله بن عمر: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ” (صحيح البخاري)، فينبغي عليكم التأسي بأفعال رسولكم الكريم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
وليلة القدر أكثر ليلة عليكم أن تغتنموها، فهي ليلة مباركة الأجر لمن قامها، ففيها تقدر الأقدار، وتكتب الآجال، وتتنزل من اللوح المحفوظ إلى صحف الكتبة والملائكة، فعليكم إحيائها من خلال بذل الصدقات، وكثرة الدعاء والذكر، وتلاوة القرآن الكريم، والقيام إيمانُا واحتسابًا لله تعالى.
فعن عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ” (صحيح النسائي)، واعلموا أن المؤمن يجتمع له جهادان في تلك الليلة، جهاد الصيام في النهار، وجهاد القيام في الليل.
وعليكم بالابتعاد عن اللغو واللهو، واحرصوا على اغتنام كل دقيقة متبقية من شهر الرحمات، واحذروا التفريط والإهمال في العبادات وسنة نبيكم فهذه هي أعظم خسارة قد يدركها العبد، فاستقبلوا نفحات ربكم، واستنزلوا الرزق بالاستغفار.
واحرصوا على الإخلاص في النية، فهو أساس قبول كل العبادات، فإذا دخل الرياء أو الشرك حبطت أعمالكم، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: “أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ” (صحيح مسلم)، واجتهدوا في البذل والعطاء، واحرصوا على البر والإحسان في جميع جانب حياتكم.
يا عباد الله، احفظوا صيامكم من الكذب والغيبة، وطهروا قلوبكم من الضغائن والأحقاد، واجتهدوا في طاعة الله، وليكن ما بقي من شهركم أيام تشفع لكم عند الله تعالى، واستعيذوا بالله من الكسل والتراخي، واعزموا على التوبة لله فيما بقي من أيام الشهر الفضيل.
واعلموا أن النوم عن العبادات والكسل لن يجني لكم سوى الحسرة والندم يوم القيامة، فما مضي من أعماركم هو ما قضيتموه في طاعة الله فقط، أما أوقات التفريط والمعاصي والذنوب ما هي إلا أوقات حسرة.
خاتمة الخطبة
بادروا إلى الرضوان والرحمة يا عباد الله، وأقول ولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وأسأل الله العظيم من فضله أن يبارك لي ولكم في القرآن العظيم، وينفعني وأياكم بما فيه من آيات وذكر حكيم، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، وصحبه أجمعين، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
في نهاية المقال يكون قد تم سرد خطبة رابع جمعات شهر رمضان المبارك، عن اغتنام ما تبقى من الشهر وطرق تفادي الكسل في العبادة، مع الدلائل من السنة النبوية الشريفة.