أفضل خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان

شهرين منذ

كريم احمد الحسيني

شاع بين بعض الناس وجود خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان، والتي يتم تداولها بكثرة في بعض الأوساط، لكن يا ترى ما مدى صحة هذا الكلام؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا على موقع لحظات نيوز، حيث نتناول بعضًا من نصوص هذه الخطبة، ونوضح ما إذا كانت تصح عن النبي، كما نتعرف على سنن النبي في هذا الشهر.

خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان

إن موضوع هذه الخطبة شائع لدى أهل الشيعة دون غيرهم، حيث ورد في كتبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخطبة التالية:

عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن على (ع)، أن الرسول صلى الله عليه وآله قد خطبنا ذات يوم في آخر جمعة من شهر شعبان، فقال: أيها الناس، لقد أقبل عليكم شهر الله بالبركة، والرحمة، والمغفرة.

شهر عند الله هو من أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة.

إن علمكم فيه مقبول، ودعاؤكم مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي كل الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم.

اذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصِلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضُّوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم.

توبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلاتكم، فإنها أفضل الساعات التي ينظر الله فيها لعباده بعين الرحمة، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.

أيها الناس، إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله لا يعذب المصلين والساجدين، ولا يروعهم بالنار يوم القيام لرب العالمين.

هل هذه الخطبة صحيحة عن النبي

خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان

من الجدير بالذكر أن خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان هي من الأمور الموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب الشيعة فقط، ولا ذكر لها بتاتًا في السنة النبوية.

إن هذه الخطبة المعروفة باسم “الخطبة الشعبانية” معروفة فقط لدى أهل الشيعة، وقد ذكر بعض العلماء كونها من الخطب المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد فيها بعض المخالفات العقائدية.

إلا أن هذه الخطبة كذلك قد تناولت بعض الأمور الصحيحة، مثل فتح أبواب الجنة وغلق أبواب النار كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ) –صحيح البخاري.

وخلاصة القول، إن هذا الكلام قد تكون فيه بعض المواعظ الصحيحة والنافعة، إلا أنه كذلك قد أتى ببعض المخالفات الشرعية، وفي جميع الحالات، فإنه لا يجوز نسب هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكونه مكذوبًا في الأصل.

سنن النبي في شهر شعبان

إن الحرص على اتباع سنن النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان هو ما على المسلم أن يحرص على فعله إذا أراد اغتنام فضل هذا الشهر بحق، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من صومه.

جاء عن أسامة بن زيد رضي الله عنه: (قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) –حسنه الألباني.

وهنا يجوز للمرء أن يصوم شهر شعبان، سواء كان صيام قضاء أو تطوع، إلا أنه في حالة التطوع، فلا يستحب الصوم بعض منتصف الشهر حسب بعض العلماء استنادًا للحديث النبوي: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان).

إلا أن هذا الحديث مختلف على صحته بشكل عام، لكن قد يكون خير لك أن تحتاط وتصوم التطوع حتى منتصف الشهر، أما صوم القضاء فهو مباح في جميع أيام شعبان.

تعرفنا فيما سبق على خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان، وهي خطبة موضوعة في كتب الشيعة، والتي على الرغم من صحة بعض كلامها من الناحية الشرعية، فلا يجوز الاعتماد عليها بالكامل لكونها مكذوبة في الأصل.