الحكم على أحد بأنه كافر لا يصدر إلا من العلماء الراسخين في العلم صواب خطأ

سنتين منذ

Kero Elbadry

الحكم على أحد بأنه كافر لا يصدر إلا من العلماء الراسخين

متى نقول عن الانسان انه كافر؟ هل يجوز تكفير شخص بعينه؟ تدور تلك الأسئلة حول واحدٍ من أخطر الموضوعات التي لا يُلقي لها بالًا الكثير من الناس ألا وهي التكفير، ويهيمون في الأرض متهمين من أرادوا بأنه من الكافرين لمجرد أنه يقوم بفعلٍ مخالفٍ لأهوائهم ولو كان صحيحًا شرعًا، وعليه قررنا أن نسلط الضوء على هذا الموضوع الغاية في الأهمية من خلال جريدة لحظات نيوز ونتعرف على حكم التكفير بالعموم.

هل يجوز تكفير شخص بعينه

تساءل الكثير من الناس عن الحكم على أحد بأنه كافر لا يصدر إلا من العلماء الراسخين في العلم صواب خطأ، والإجابة هي صواب؛ إذا إن هذا الحكم يعد من أخطر وأشد الأحكام التي لا يمكن أن ينطق بها أيٌ من كان بغير امتلاكه علم شرعي حقيقي.

إذ إنه لكي يتم الحكم على أحد الأشخاص بأنه من الكافرين لا بد أن تتوافر فيه بعض العلامات التي ذكرها الله في كتابه المجيد أو في سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا لا يحدده إلا العلماء.

فالكفر نوعان؛ معين وهو أن يتم الحكم على شخص بعينه أنه كافر، ومطلق وهو الحكم على قول أو فعل بأنهما من أقوال أو أفعال الكفر، وعليه فالخلط بينهما يؤدي إلى ارتكاب الفاعل إثمًا عظيمًا.

بناءً على ما سبق ولأن هذا الأمر به الكثير من التفاصيل التي تستوجب التعمق في العلم الشرعي المستند على القرآن والسنة لا يحق لأي إنسان من العوامّ ولم يتطرق يومًا إلى تلك العلوم بأن يُكفّر غيره، وهذا الأمر إن استدعى الحكم به يجب أن يُوكل إلى عالم ديني.

هل يجوز نعت المسلم بالكافر

في ضوء التعرف على حكم تكفير الغير من أهم الأمور التي وجبت الإشارة إليها هي حكم تكفير المسلم؛ أي اتهام المسلم بالكفر على الرغم من أنه يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

في هذا الصدد وضّح أهل العلم أن تكفير المسلم من الأفعال غير الجائزة حتى لو كان ظاهرًا عليه اقتراف الذنوب والفسوق، وحتى الذنوب التي حُكم على فاعلها بالكفر مثل ترك الصلاة ففيها اختلف العلماء وبالتالي لا يحق لشخصٍ عادي أن يتهم غيره بها، ومن بين الأدلة الشرعية التي تثبت هذا الحديث نذكر:

“عن أبي ذر الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: … ومَن دَعا رَجُلًا بالكُفْرِ، أوْ قالَ: عَدُوُّ اللهِ وليسَ كَذلكَ إلَّا حارَ عليه” [رواه مسلم].

“عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيُّما رجلٍ مسلمٍ أَكْفَرَ رجلًا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا كان هو الكافرَ” [حديث صحيح].

في إطار عرض إجابة هل يجوز تكفير شخص بعينه تبين أن المسلم يجب عليه أن يعي لكل ما يقوله، وألا ينجرف وراء أهوائه ويحكم على غيره بهذا الذنب العظيم الذي يهوي به نحو الهلاك، ولا بد أن يعلم أن الله قد حدد علامات الكفر نعم ولكن ليس من حق أي شخص أن يسير في دور الحاكم على غيره دون علم مبين.