من هم أهم شعراء العصر العباسي

شهرين منذ

كريم احمد الحسيني

يُعتبر العصر العباسي عصر النهضة الأدبية في الشعر والنثر أيضًا، فمن هم أهم شعراء العصر العباسي الذي تلى العصر الأموي، ليصبح عصر الشعراء الأكثر عددًا والأكثر شهرة وحضورًا في الأدب العربي على مر العصور، ومن خلال موقع لحظات نيوز نتعرف على أهم شعراء العصر العباسي.

الشعر العباسي

شهد العصر العباسي نهضة أدبية شعرية ونثرية، وذلك نتيجة عدة عوامل أدت إلى هذه النهضة مثل اتساع رقعة الدولة بعد العصر الأموي، فاختلطت الشعوب بين العرب وشعوب قارات العالم القديم، وبالتالي تنوعت الثقافات وظهرت مدارس كثيرة فكرية وفلسفية وفقهية.

اتجه الشعراء نحو الاهتمام البالغ بالشعر من أجل التقرب إلى الخلفاء، واتخذوا من قصور الخلفاء ميادين لإبراز قدرتهم الشعرية وقصائدهم المتنوعة، فاحتل شعر المدح مكانة متقدمة بين أنواع الشعر الأخرى التي انتشرت في ذلك الوقت كالغزل والفخر والهجاء والوصف.

كما ظهرت أنواع جديدة من الشعر على يد شعراء العصر العباسي مثل الشعر الوصفي والخمريات وشعر الزهد وشهر المجون.

أهم شعراء العصر العباسي

أبدع الشعراء في العصر العباسي في نظم الشعر وقاموا من خلاله بعكس صورة استقرار دولتهم في هذا العصر، ومن أبرز شعراء العصر العباسي الذين نظموا في الغزل هو الشاعر بشار بن برد، وأبرزهم في الوصف هو البحتري الذي تغنى بجمال القصور ووصفها، وأبرز من نظم في الخمر وأبدع في فن الخمريات هو أبو نواس، أما أشهر من نظم في المدح فهو المتنبي، والنسبة لشعر الزهد فكان أشهرهم فيه هو أبو العتاهية الذي انصرف إلى الزهد بعد اللهو والمجون:

1- المتنبي

شعراء العصر العباسي

إنه من أبرز شعراء العصر العباسي وُلد عام 303 هـ في الكوفة، وهو أبو الطيب أحمد بين الحسين الجعفي، ولُقب بالمتنبي لأنه ادعى النبوة في بادية السماوة وحبسه الأمير حمص حتى تاب ورجع عن ذلك.

كان من أشهر شعراء العصر العباسي في شعر المدح، وكانت مدائحه تختص بأمير حلب سيف الدولة الحمداني، الذي لازمه المتنبي، وكانت قصائده ومدحه لا يُصدق إلا إن كان في سيف الدولة.

أضفت شخصية المتنبي من كبرياء وغرور على شعره، وكان يتميز بجزالة ألفاظه ووضوح معانيه وبعده عن الإغراق في الصنعة،

2- البحتري

وُلد في منبج عام 206 هـ، هو أبو عبادة الوليد بن عبيد الله، يرجع نسبه لبني طئ، ولقبه البحتري مأخوذة من بحتر ومعناه القصير، لأنه كان قصير القامة، ونشأته في منبج جعلته يكتسب منها البلاغة والفصاحة وملكة الإعراب، وكان يطلع على أشعار العرب وحفظ القرآن الكريم وهو صغير.

تطبعه ببيئته البدوية هذه جعلت من شعره صدق العاطفة ووضوح المعاني وجزالة الألفاظ والبعد عن المبالغة والكلفة،

3- أبو نواس

وُلد في باستان ماتارد من كورة خوزستان، فهو ليس عربي الأصل ولكن انتقل إلى البصرة ونشأ فيها ثم انتقل إلى بغداد وعاش فيها حتى موته بعد مقتل أمير المؤمنين هارون الرشيد.

كان أبو نواس فصيح اللسان سريع البديهة عالم بالشعر، جمعت حياته حالتين متضادتين هما المجون والزهد، وكان من أشهر شعراء العصر العباسي الذين أبدعوا في شعر وفن الخمريات،

4- أبو العلاء المعري

وُلد عام 363 هـ وتوفي عام 449 هـن واسمه أحمد بن عبد الله بن سليمان، وكنايته أبو العلاء المعري، أصيب بالجدري وهو صغيره فتسبب في إصابته بالعمى، وقام بحبس نفسه فسُمي برهين المحبسين حبس العمى وحبس العزلة لاعتزاله الناس ،وكنايته أبو المعري نسبة إلى معرة النعمان التي نشأ وعاش فيها.

كان شاعرًا وفيلسوفًا، وكتب في النثر مجموعة من الكتب المتنوعة، بالإضافة إلى العديد من الدوواين الشعرية التي كانت تعكس نظرته ىالتشاؤمية ورغبته في الموت وانتظاره له نتيجة نفسيتة المتؤثرة بإصابته بالعمى في صغره واعتزاله للناس، ومن هذه الدواوين اللزوميات، وضوء السقط،

5- أبو العتاهية

اسمه إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، وتم كنايته بأبي العتاهية، كان من أشهر شعراء العصر العباسي اشتهر شعره بسهولة ألفاظه ووضوح معنايه فكان شعره قريبًا إلى الناس فوصفوه بالشعر الشعبي.

دل شعره على حكمته وتجاربه الحياتية، وعكس بيئته التي نشأ بها، فكان شعره بعيد عن التكلف والإغراق في الصنعة.

6- أبو تمام

وُلد عام 188 هـ في قرية جاسم في سورية ثم انتقل إلى مصر ثم إلى بغداد وتُوفي عام 804 هـ هناك، وهو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، وكان من أشهر شعراء ذلك العصر، له قصائد شعرية وغير شعرية مثل مختار أشعار القبائل وديوان الحماسة، ونقائض جرير والأخطل.

7- ابن الفارض

ولد ونشأ في مصر وتوفي فيها، واسمه عمر بن أبي الحسن علي بن المرشد بن علي، وكنايته ابن الفارض نسبة إلى أبيه، ولُقب أيضًا بشرف الدين.

دعا في شعره من فلسفة وحدة الوجود والاتحاد بالذات الإلهية فصنفه شيوخ الإسلام من الزنادقة.

تنوعت أنواع الشعر على يد شعراء العصر العباسي تبعًا بيئة كل شاعر نشأ وتربى بها، وحققوا نهضة أدبية في الشعر والنثر للعصر العباسي، وكان لكل منهم تميز في نوع من الشعر سواء المدح أو الخمريات أو الزهد وغيره.