أبو عامر الراهب السيرة الذاتية وأبرز ما يشتهر به

يبحث الكثير عن شخصية أبو عامر الراهب السيرة الذاتية وأبرز ما يشتهر به، لكونه أحد الشخصيات المثيرة للجدل في الجاهلية، وفي الإسلام، لذلك يقدم موقع لحظات نيوز التعريف بأبو عامر الراهب، وبرد فعله عند ظهور الدعوة الإسلامية، ومحاربته للإسلام والمسلمين، وبما فعله يوم غزوة أحد، وبمكيدة مسجد ضرار، وكيف تم كشفها.
من هو أبو عامر الراهب
هو عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعام الأوسي، هو أحد بني ضبيعة بن زيد بن الأوس، وكنيته أبو عامر الراهب، كان من رجال الخزرج وكان له رفعة وشرف ومكانة كبيرة بين قومه، لكونه أحد رؤساء وأشراف قومه في الجاهلية، وتنصر في أيام الجاهلية وادعي الرهبانية ولبس المسوح فعرف بالراهب.
وكان عالمًا بالتوراة والإنجيل، ومدعيًا للزهد والورع وكان يحدث قومه عن صفات النبي القادم ومميزاته بحسب ما ذكر في الكتب المقدسة، وكان موجود في المدينة المنورة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها، وكان شديد العداء للإسلام، وظل يحارب النبي، ويحرض قريش على محاربة المسلمين، وسماه الرسول أبو عامر الفاسق.
وكان ابنه حنظلة بن أبي عامر أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعرف بغسيل الملائكة؛ لأنه استشهد صبيحة يوم عرسه في يوم أحد، وغسلته الملائكة، فعن عبد الله بن الزبير قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: “عن قتْلِ حنظلةَ بن أبي عامرٍ بعد أن التقَى هو وأبو سفيانَ بن الحارثِ..
.. حين علاهُ شدّادُ بن الأسودِ بالسيفِ فقتلهُ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إن صاحبكُم تُغَسّله الملائكةُ فسألوا صاحبتهُ فقالتْ إنه خرج لمّا سمعَ الهائعةَ وهو جنبٌ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لذلك غسلتْه الملائكة” (السلسلة الصحيحة).
أبو عامر الراهب وظهور الدعوة الإسلامية
عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، ودعى الناس إلى الإسلام، ومن ضمنهم أبو عامر الراهب، لكنه رفض بشدة وجاهر الرسول بالعداوة، وأغتاظ حين رأى أن للإسلام كلمة عالية، وأسس راسخة، ورأى المسلمون ملتفيين حول النبي صلي الله عليه وسلم.
فخرج مع بعض المشركين من المدينة، فارًا إلى كفار مكة من مشركي قريش، وحرضهم على حرب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين، واجتمع مع من وافق على ذلك في أحياء العرب.
وعندما جاء الفتح الإسلامي إلى مكة في السنة الثامنة من الهجرة، هرب أبو عامر الراهب من مكة متجهًا إلى الطائف، وبعد إسلام أهل الطائف في السنة التاسعة من الهجرة، هرب من الطائف إلى الشام وعاش هناك حتى مات طريدًا ووحيدًا وغريبًا هناك.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي غسلته الملائكه؟ ومتى توفي؟
أبو عامر الراهب ويوم أحد
كان أبو عامر الراهب يعتقد أن قومه لا يزالون يقدرونه ويحترمونه كما كانوا في الماضي قبل ظهور الدعوة الإسلامية، وظن أنه بإمكانه جذبهم، وقد كان أخبر المشركين بذلك، لكنه تفاجأ بأنهم سبوه، وقالوا له: لاأنعم الله بك علينا يا فاسق يا عدو الله، وذلك عندما حاول استمالتهم إلى جيش المشركين.
ولم يكتفي بذلك فازداد جرمه وفسقه، فقام بحفر حفائر بين الصفين، ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في واحدة منهن، وذلك السقوط تسبب في شج رأسه الشريف، وجرح وجه المكرم أيضًا، وكسرت رباعيته.
لكن الأذى الشديد الذي طال النبي والمسلمين لم يستطيع كسر شوكتهم، مما جعله شديد الحقد والغيظ، واستمر في بحثه عن خطط أخرى لينال من المسلمين ورسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: ما هي الدعوة الجهرية وما ذكره عنها العلماء
أبو عامر الراهب ومسجد ضرار
عندما فشل أبو عامر الراهب في مخططاته لكسر شوكة المسلمين، ومحاولاته لاستماله رجال الأنصار إلى جيش المشركين، تأكد من صعوبة كسر شوكة المسلمين، فقرر الاستعانة بهرقل ملك الروم، وذهب إليه لطلب العون ليهزم المسلمين، فناصره، وأكرمه، ووعده بتنفيذ طلبه، واستضافه عنده.
فاستبشر أبو عامر بذلك وفرح كثيرًا وأرسل إلى المنافقين من أهل المدينة ليخبرهم بما حدث، ووعد ملك الروم له، وأضاف لهم أنه سيعود ومعه جيش كبير لهزيمة المسلمين، وعقد معهم اتفاق على بناء مقر خاص به؛ حتى يستطيع من خلاله ممارسة أفعاله، ووضع خطته دون أن يشك له أحد من المسلمين.
لذلك فكروا في إقامة مكان يكون ساتر لهم، وخادع للمسلمين، حتى لا يتم افتضاح أمرهم، فقاموا ببناء مسجد وأدعوا أنه خاص لمساعدة المرضى والعجائز من المسلمين، وكان هذا المسجد بالقرب من مسجد قباء.
وذهب أبو عامر مع المنافقين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أن يقوم بالصلاة داخل مسجدهم المزعوم، قبل أن يذهب إلى غزوة تبوك، لكنه أخبرهم أنه مسافر وعند عودته سيقوم بالصلاة في المسجد، وبالفعل سافر الرسول إلى الغزوة وقبل أن يعود إلى المدينة أوحى الله له بالمكيدة التي تم تدبيرها، واعلمه بهدف المنافقين من بناء المسجد.
وأنزل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [سورة التوبة: 107-108].
وبهذا حفظ الله رسول الله وصحابته الكرام من كيد المنافقين، وأعداء الإسلام، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهدم المسجد.
اقرأ أيضًا: كم كانت مدة الدعوة سراً | لماذا استمرت الدعوة الاسلامية سرا لمدة؟
في نهاية المقال يكون قد تم التعريف بأبو عامر الراهب، وبرد فعله عند ظهور الدعوة الإسلامية، ومحاربته للإسلام والمسلمين، وبما فعله يوم غزوة أحد، وبمكيدة مسجد ضرار، وكيف تم كشفها.