ما حكم نسبة النعم إلى الله تعالى

كيف اشكر الله على النعم؟ ما حكم نسبة النعم إلى الله تعالى؟ كثيرٌ من الناس يجعلون تفكيرهم منصبًا نحو امتلاك النعم والاستزادة منها، لكن القليل فقط من يقرر أن يُمعن النظر إلى ما يمتلك بالفعل بين يديه، هذا الموضوع الذي يعد من أهم الموضوعات التي لا بد من الحديث عنها ومعرفة هل نسبة النعم إلى خالقها فرض علينا أم غير ذلك، وعبر جريدة لحظات نيوز نتعرف على حكم نسبة النعم إلى غير الله،
ما حكم نسبة النعم إلى الله تعالى
إن الحديث عن البلاء والنواقص في حياة الإنسان لا ينتهي ما دامت تلك الدنيا، ولو كانت بالفعل موجودة ولا يمكن إنكارها لكنها عندما تأخذ الحيز الأكبر من تفكير الإنسان للدرجة التي تُنسيه أن هناك نعم كبرى في حياته حينها يكون هناك خلل.
لذلك قررنا أن نجعل مجرى حديثنا هنا عن النعم وأهم ما سنخص بذكره هو المستحق لنسبة النعمة إليه، وبلا أدنى شك ولا كثرة نقاش الواحد الأحد الله هو صاحب النعمة والفضل وعلى المسلم أن يفطن أن نسبة النعم إليه واجب.
علمًا بأن نسبة النعم لله تكون بكافة الجوارح بالقلب الذي يكون موقنًا بأن الله من فضله قد وهبه تلك النعمة، وبالعقل الذي يؤمن بالله وحده ويوقن بأن الله هو من يسّر الطرق ومهّدها لكي تصل النعمة إليه وباللسان الذي يجب ألا يفتر عن ترديد الحمد والشكر والتحدث بتلك النعمة.
الدليل على وجوب نسبة النعمة لله
في رحاب الحديث عن نعمة الله ووجوب نسبها إليه سبحانه وتعالى فإن القرآن الكريم مليء بالدرر التي يتبين لنا من خلالها أن الله جلّ وعلا يأمر عباده دومًا بأن ينتبهوا لنعمته، يشكروه عليها ويؤمنوا بأن النعمة منه وحده لا غير، ومن بين تلك الدلائل نقتطف تلك الزمرة:
{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 14].
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل: 72].
{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون: 78].
ما حكم نسبة النعم إلى غير الله
واحد من أهم الجوانب التي لا بد من التطرق إليها أثناء التعمق في الحديث عن النعم وحكم نسبها لله تعالى هو حكم نسبة النعم لغير الله، وفي هذا الأمر الكثير من التفاصيل التي يجب لفت النظر إليها لأن على أساسها يختلف الحكم.
بشكلٍ مبدئي وأصيل كما بيّنا أن النعمة لا تكون إلا من الله وحده وهذا ما يجب أن يعترف به كل مؤمن، وأن يعترف أيضًا بأن تيسير النعم وتسبيب الأسباب التي قد تكون على هيئة إنسان، ماديات ومعنويات هو أيضًا من الله.
على إثر ذلك فإن كان المسلم يتحدث عن تلك الأسباب مثل أن يقول إنه ذهب إلى الطبيب وتم علاجه بالدواء، أو أن يشكر غيره لمساعدته في أمرٍ ما كان مستعصيًا لكنه في قرارة نفسه يكون مؤمنًا بأن الأمر قد حدث بإذن الله فقال العلماء أن هذا ليس فيه حرج أو ذنب.
بينما لو استقر في نفسه وآمن بأن هذا السبب هو صاحب التأثير الأول لحدوث النعمة من دون الله –حاشاه- فقال أهل العلم أن ذلك يندرج تحت أنواع الشرك بالله.
بالاطلاع إلى ما حكم نسبة النعم إلى الله تعالى يجب على مسلم أن يعي أن النعمة ما كانت لتكون بين يديه إلا بإذن ربه، وأن هذا من فضله وكرمه وليس حقًا له عليه سبحانه، وأنه يجب عليه أن يسأل الله بكل ما أراد يقينًا برحمته لكن في ذات الوقت لا ينسى أن يعترف بهذا الفضل ويشكره.