تحليل قصيدة نونية ابن زيدون للصف الحادي عشر

3 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

يعد الشاعر ابن زيدون من أشهر شعراء العصر الأندلسي، ومن خلال عرض تحليل قصيدة نونية ابن زيدون يمكن أن ندرك مشاعر الشوق والحنين التي اجتاحت الشاعر وقتها؛ وفي موقع لحظات نيوز نقدم لكم مظاهر البلاغية في نونية ابن زيدون وسبب كتابة القصيدة، بالإضافة إلى شرحها كامل،

شرح نونية ابن زيدون

تحليل قصيدة نونية ابن زيدون

فيما يلي نتطرق إلى معاني الأبيات الشعرية من خلال تحليل قصيدة نونية ابن زيدون:

أَضحى التَنائي بَديلًا مِن تَدانينـا* وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا* حَينٌ فَقامَ بِنـا لِلحَيـنِ ناعـينـا

في هذين البيتين يتضح ألم الفراق، إذ صار الهجر بديلًا للقرب بين الشاعر ومحبوبته، وقد شبه الهجران بهلاك يعلن عنه الناعي الذي يبلغ بحالات الموت.

مَن مُبلِـغُ المُلبـِسـينا بِاِنتــِزاحِهِمُ* حُزنًا مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا

أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا* أُنسًــا بِقُربِهــِمُ قَد عادَ يُبكينــا

هنا يتحدث الشاعر عن حبيبته التي ألبسته رداء الحزن عندما ابتعدت عنه، فبدأ يتحسر على الزمان الذي كان يضحكه معها، وصار يبكيه الآن.

سبب كتابة نونية ابن زيدون

كان بيت ولادة بنت المستكفي وقتها منزلًا للأدباء والشعراء، وكان ابن زيدون من بين هؤلاء؛ وقد هام بها عشقًا، وكانت هي كذلك تبادله المشاعر في البداية، حتى أنها كانت تجلس معه ليتجاذبا أطراف الحديث سويًا.

إلا أن ولادة قد تبدلت تبديلًا عجيبًا، إذ لم تعد تعبأ بأمره، وصارت تنكره إلى أن هام على وجهه وتألم على فراقها له؛ حتى أنه لم يستطع نسيانها خلال فترة دخوله السجن وبعد الخروج منه.

وكانت من بين هذه القصائد التي تناولت ألم الفراق، قصيدة نونية ابن زيدون؛ والتي عبر فيها عن أشد مشاعر الاشتياق لرؤية محبوبته ولادة، مع بيان ألم الحسرة على فراقها له.

مظاهر البلاغة في نونية ابن زيدون

من خلال تحليل قصيدة نونية ابن زيدون، فقد تميزت الأبيات الشعرية بمظاهر بلاغية عديدة تتمثل فيما يلي:

  • استخدام بحر البسيط: قام ابن زيدون باستخدامه في هذه القصيدة، وهو كالتالي: “مستفعلن فاعلن.، مستفعلن فاعلن”
  • القافية: اختار ابن زيدون قافية مميزة تعبر تمامًا عن الجو النفسي للقصيدة.
  • الغزل: تغزل الشاعر في محبوبته يوصل مشاعر السعادة والحزن بعمق.
  • الإيجاز: قام الشاعر بتوضيح فكرة قصيده منذ بداية الأبيات، من أجل التأكيد على ما اعتراه من مشاعر وقتها.
  • تكرار ضمير المتكلمين: فيه دلالة على مشاركة الشاعر ومحبوبته لنفس الذكريات، وهو يؤكد إحساس الشاعر وشدة حسرته.

معلومات حول الشاعر ابن زيدون

هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون، والمعروف في الشعر باسم ابن زيدون؛ ولد الشاعر في مدينة قرطبة بالأندلس عام 1003م، وكان ابن زيدون من أشهر شعراء الأندلس وقتها.

ولد ابن زيدون في بيت أحد أعيان الدولة آنذاك، فقد كان ذا حسب ونسب، وكان والده ثريًا يمتلك الأراضي؛ كما عمل ابن زيدون وزيرًا وكاتبًا، وقام بحكم بعض الطوائف في الأندلس.

تعرض ابن زيدون للسجن من قبل أحد أعدائه، بسبب ميله للمعتمد بن عباد؛ وقد قام بن زيدون بكتابة أشعار عديدة في سجنه، منها استعطاف لسجانه، ومنها غزل لمحبوبته ولادة.

إلى هنا نكون قد وضحنا تحليل قصيدة نونية ابن زيدون من خلال التطرق إلى مطلعها من الأبيات الشعرية، وما فيها من معانٍ عن الفراق، ومظاهر جمالية؛ وقد عرفنا أن القصيدة قد كتبت لأجل ولادة بنت المستكفي التي كانت تبادله الحب حينها وأنكرته فجأة، كما تعرفنا على الشاعر بإيجاز.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى