تعريف الإيمان وأركانه والفرق بين الإيمان والإسلام

أسبوع واحد منذ
كريم احمد الحسيني

الإيمان يعني الإيمان بالله سبحانه وتعالى وملائكته وكتبه المُنزلة، ورسله المُرسلين، ويحمل مصطلح الإيمان العديد من المعاني الأخرى، وهو ما استقرّ في القلب، وصدّقه العقل، وترتب عليه العمل، وفي فحواه التصديق والاعتقاد بفكرة ما حتى تصبح في مجرى دم الإنسان، وسنتناول عبر موقع لحظات نيوز معنى الإيمان مع ذكر أركانه وبيان الفرق بينه وبين الإسلام.

تعريف الإيمان

تعريف الإيمان

معنى كلمة الإيمان في اللغة العربية هي الاعتقاد والاعتراف، أما معناها في الشريعة هو الخضوع والاستسلام إلى الله سبحانه وتعالى، ويستقر الإيمان في قلب المؤمن ويترتب عليه أعماله، كما ورد عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أشار بيده نحو اليمين وفقال (الإيمان ها هنا-مرتين- ألا وإن القسوة وغلظ القلب في الفدادين- حيث يطلع قرنا الشيطان-ربيعه ومضر) رواه أبو مسعود عقبة ابن عمرو.

كما يُمكن تعريف الإيمان بأنه التصديق المُطلق لكل ما أنزله الله سبحانه وتعالى على الرسل وبما ورد في كتابه الكريم والإقرار والطمأنينة.

والإيمان هو الاستسلام الباطن أي استسلام القلب لله سبحانه وتعالى وملائكته والإيمان بالكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى والاستسلام لقضائه وقدره سواء خير أو شر،

أركان الإيمان

يتكون الإيمان من ستة أركان كما ورد عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنوضح في النقاط التالية أركان الإيمان:

  • الإيمان بالله سبحانه وتعالى: وهو الاعتقاد الجازم بوجوده وحده لا شريك له.
  • الإيمان بالملائكة: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله الله عز وجل خلق الملائكة من نور والإقرار الجازم بوجودهم..
  • الإيمان بالكتب السماوية المُنزلة: أي الإيمان بالكتب التي أنزلها الله على رسله كما ورد عن قوله تعالى (نَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).
  • الإيمان بالرسل والأنبياء: أي الإيمان بالرسل المُرسلين والإقرار بهم.
  • الإيمان باليوم الآخر: وهو الإيمان بيوم القيامة وأحداثه من البعث والحشر والحساب والميزان والصراط ودخول الجنة والنار.
  • الإيمان بالقضاء و بالقدر خيره وشره: إن الله وحده خالق الخير والشر ويخلق كلاً منهم لسبب لا يعلمه إلا هو؛ لذا يتوجب على العبد الإيمان بقضائه وقدره والرضا بهما.

الفرق بين الإيمان والإسلام

أطال العلماء في بيان مسألة الفرق بين الإيمان والإسلام في كتب العقائد، فالإيمان هو الإسلام لأن الإيمان تصديق القلوب بكل ما يتعلق بالإسلام سواء كان قول أو عمل، والإسلام هو الخضوع والإخلاص لله سبحانه وتعالى، وإذا أطلق أحدهم شمل الآخر، كما ورد في سورة العمران في الآية (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) مما يعني أن الإيمان داخل في ذلك.

الإسلام هو من الأعمال الظاهرة على عكس الإيمان فهو من الأعمال الباطنة فهو الإيمان الداخلي بالله سبحانه وتعالى وكتبه ورسله، وبالإستنادًا إلى حديث  الرسول صلى الله عليه وسلم  في مسألة تعريف الإيمان (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ شُعْبَةً، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ) رواه أبو هريرة، ويحثنا الدين الإسلامي على الحياء، مما يعني أن الإيمان هو الإسلام.

وقال الشيخ ابن عثمين عن تلك المسألة أن  كلاهما مُقترن بالآخر، فإن الإسلام هو الاستسلام الظاهر وقول اللسان وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن ذو الإيمان الكامل، وضعيف الإيمان وفق ما ورد عن قوله تعالى  في سورة الحجرات في الآية (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ، أي أنهم أسلموا في ظاهر إيمانهم ولم تؤمن قلوبهم، وهذه من صفات المنافقين لأنهم أسلموا في ظاهر إيمانهم فقط وليس في قلوبهم.

كما يُفسر الإيمان بالاستسلام الباطن، ولا يصدر إلا من المؤمن الحق كما رود عن قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) ومعنى الإيمان هو أسمى وأعلى فكل مؤمن مُسلم وليس العكس.

وفي ختام مقالنا نكون أوضحنا لكم تعريفات مُتعددة الإيمان في اللغة وفي الشريعة الإسلامية، كما قُمنا بذكر أركان الإيمان الستة، مع بيان الفرق بين الإيمان والإسلام  استنادًا إلى آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى