ما هي خصائص شعر الفرزدق وأبرز الأشعار

شعر الفرزدق واحد من أهم وأشهر شعراء العصر الإسلامي، إذًا ما هو خصائص شعر الفرزدق وأبرز أشعاره، فلشعره مكانته العالية بين الأدباء والشعراء، خاصة في العصر الأموي، فهو أحد أبرز شعراء عصره؛ لذلك يقدم موقع لحظات نيوز التعريف بالفرزدق من خلال ذكر نبذة عنه، وعن مولده ونشأته، وأبرز صفاته الشخصية، بالإضافة إلى ذكر خصائص شعر الفرزدق، وبعض نماذج من أشعاره.
من هو الفرزدق
هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مشاجع بن دارم، وكنيته أبي فراس، وتم إطلاق لقب الفرزدق عليه بسبب جهامة وجهه، أي ضخامته وخشونته، وقصر قامته، وكان من أبرز وأهم الشعراء في العصر الأموي، وأكبرهم مكانة.
فهو واحد من الثلاثة شعراء الكبار الذين ارتكز عليهم صرح الشعر العربي في عصر بني أمية، حيث إن الفرزدق لم يدفع مجال أو فن إلا وقد نظم فيه الشعر، وقيل عنه: “لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث اللغة، ولضاع نصف أخبار الناس”.
مولد ونشأة الفرزدق
ولد الفرزدق في البصرة، في السنة العشرين من الهجرة، وكان ينتمي إلى قبيلة دارم البدوية، وهي قبيلة ذات شأن عظيم في العصر الجاهلي، وبسبب نشأة الفرزدق في الصحراء اكتسب العديد من الخصال الحميدة، فتميز بحبه للشجاعة، والكرم والجود، ومساعدة الآخرين، خاصة المحتاجين منهم، وتميز بالطابع أقوى والجاد.
وكان صاحب قدرة كبيرة على الإقناع والجدال، وكان شديد التمسك باللغة الصحراوية، وتعدد زيجاته التي من أبرزها زواجه من ابنه عمه النوار بنت مجاشع، ونتيجة لزيجاته المتعددة أنجب العديد من الأبناء، وعاصر الفرزدق الإسلام من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصولًا إلى الخلافة الإسلامية، وحتى العصر الأموي،
أبرز الصفات الشخصية للفرزدق
نشأة الفرزدق في البادية أثرت في تكوينه إلى حد كبير، وجعلته مميز وذو شأن عظيم، ومكانة رفيعة، وتميز الفرزدق بالعديد من الصفات الحسنة، فتمتع بقدر كبير ن البلاغة، واللباقة، والذكاء، كما اهتم بمظهره ولباسه، فكان يرتدي أفضل الثياب المصنوعة من الديباج والخز.
بالإضافة إلى اهتمامه الكبير بنظافة وجه، ولحيته، وشعره، لكونه معتزًا بنفسه إلى حد كبير، وعرف بغروره، واشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير، حيث تبادلوا الهجاء لمدة نصف قرن.
وبدأت الحرب الشعرية بينهم عندما قام جرير بالوقوف في وجه الفرزدق ليستهزئ به ويهجوه، وكان الفرزدق يصاحب الأشراف من قومه فيتناولون القصص والأخبار، ويتبادلون الشغر القديم المتميز بالبلاغة الشديدة وتعدد أغراضه، واشتهر الفرزدق بفصاحته التي ورثها عن قوم تميم الذين تربي معهم وفيهم، وكانوا من أفضل القبائل العربية،
خصائص الشعر عند الفرزدق
تميز شعر الفرزدق بعدة خصائص مميزة، نُبين لكم أبرز هذه الميزات والخصائص الشعرية العربية:
- رصانة التراكيب، وقوة وخشونة الكلمات.
- تعدد الأغراض الشعرية، بين الغزل، والمديح، والفخر، والهجاء، والرثاء.
- ميله إلى الكلمات الغير متداولة بين الأفراد، واختياره للصور الجمالية المؤثرة، والمرادفات القوية.
- ميله إلى القصائد القصيرة أكثر من القصائد الطويلة، لكونها أسهل في الحفظ، مما يسهل تداولها في المجالس.
- تم وصف شعر الفرزدق كالشخص الذي ينحت في الصخر، ويرجع ذلك إلى قوة أسلوبه، وخشونة كلماته.
- كان أسوب الفرزدق في عرض المادة الشعرية مميز.
- تميز الفرزدق بأسلوبه الفريد في توليد الصور، وقدرته الكبيرة على اشتقاق الكلمات، والمعاني، وإكثاره في المعاني والعبارات، والقصص القرآنية.
- عاصر الفرزدق العديد من الحكام والخلفاء طوال حياته، وقام باستخدام أسلوب المدح لكسب ود الحكام والتقرب منهم، وأيضًا استخدم الهجاء.
شعر الفرزدق
وأخيرًا، سنستعرض فيما يلي أجزاء من أشهر قصائد الفرزدق:
1ـ قصيدة الفرزدق في مدح زين العابدين:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا
ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لائه نعم
إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي.
2ـ أيبرز قصائد الفرزدق في هجاء جرير:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فيا عجبًا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتًا دعائمه أعز وأطول
أحلامنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جنًا إذا ما نجهل
وفاة الفرزدق
توفي الفرزدق في مدينة البصرة بالعراق، بعد أن قارب عمره على المئة عام، واختلف المؤرخون في تاريخ وفاته، فذهب بعضهم إلى أنه توفى عام 110 هجريًا، وذكر آخرون أنه توفي عام 114 هجريًا، ورثاه جرير بعد موته.
في نهاية مقالنا يكون قد تم التعريف بالفرزدق وما تركه من تراث عظيم من خلال ذكر نبذة عنه، وعن مولده ونشأته، وأبرز صفاته الشخصية، وما اشتهر به، بالإضافة إلى ذكر خصائص شعر الفرزدق، مع ذكر نماذج من أشعاره.