قصة الشبح المفترس الذي يحب العمل

في عالم الحكايات الشعبية، نجد العديد من القصص التي تحكي عن الأرواح الشريرة التي تسعى للانتقام أو أكل البشر، لكن قصة الشبح المفترس الذي يحب العمل تختلف عن هذه القصص، فهي قصة تكشف عن الجانب الإنساني للشبح، وتوضح كيف يمكن أن يتحول الشر إلى خير، ولكن بحيلة الرجل وذكائه استطاع أن يتخلص من الأمور المقيدة له والتي كانت تخفيه.
قصة الشبح المفترس الذي يحب العمل
كان رجل يمر بغابة متعباً فجلس تحت شجرة للراحة فجأة سمع صوت صافرة، فذهب لينظر بين الشجيرات، فوجد زجاجة ملقاة وسطها، كان صوت الصافرة قادماً من داخل الزجاجة، فتح الرجل الزجاجة، فخرج منها دخان أسود كثير ارتفع عالياً في السماء، ثم تحول إلى شبح ضخم كان الشبح أحمر اللون، وله عيون حمراء، وأقراط ذهبية كبيرة في أذنيه:
- قال الشبح: “أعطني بعض الأعمال أو سأكلك”.
- كان الرجل خائفاً للغاية، فسأل الشبح: “ما نوع العمل الذي تريد القيام به؟”
- رد الشبح: “ما نوع العمل الذي سأقوم به، لقد سمحت لي بالخروج من الزجاجة، ولا بد أن تعطيني الأعمال في الليل والنهار وفي اللحظة التي تتوقف فيها عن إعطائي العمل، سألتهمك”.
- قال الرجل: “خذني إلى منزلي”.
- في أقل من نصف ثانية أوصل الشبح الرجل إلى المنزل.
- قال الشبح: “قم بتكليف بعض من الأعمال حتى أقوم بها وإلا أكلك”
- قال الرجل: “أجعل لي قصراً كبيراً”.
طلبات الرجل من الشبح
في بضع دقائق كان القصر جاهزاً.
قال الشبح: “أعطني بعض العمل وإلا سأكلك”.
قال الرجل: “قم بإحضار الذهب والمجوهرات الثمينة “.
في بضع ثوانٍ كان الذهب والمجوهرات والكنوز تملأ المكان من حول الرجل.
قال الشبح: “أعطني بعض العمل وإلا فيأكلك”.
قال الرجل: “أريد الحصول على ملابس جميلة لارتدائها”.
في الحال أحضر الشبح الملابس.
قال الشبح: “أعطني بعض العمل وإلا سأكلك”.
قال الرجل: “أريد الحصول على بعض الطعام”.
في أقل من ثانية وجد الرجل أمامه مائدة مليئة بالطعام استمر الرجل في إعطاء العمل للشبح مراراً وتكراراً، ولم يستطع تناول الطعام على الإطلاق، عندما جاء الليل، لم يسمح له الشبح بالنوم،
قلق الرجل من الشبح
أصبح الرجل قلقًا للغاية، كيف يمكنه الأكل؟ كيف يمكنه النوم؟ إذا لم يجد عملاً أكثر وأكثر، فإن الشبح يأكله.
ثم فكر الرجل في فكرة.
قال الرجل للشبح: “اصنع عمودًا طويلًا يصل ارتفاعه إلى السماء، وكن سريعًا في التنفيذ”.
في بضع دقائق عاد الشبح وقال: “العمود جاهز”.
قال الرجل: “الآن اسمع بعناية، تسلق العمود حتى تصل إلى القمة، ثم قم بالنزول حتى تصل إلى الأرض، ثم قم بالصعود إلى الأعلى وبعدها عُد للأرض مرة أخرى، واستمر في القيام بذلك حتى أقول لك أن تتوقف، وتذكر أن تحرص على ألا تضيع في الوقت”.
كان الشبح سعيدًا جدًا، لأنه لديه الآن الكثير من العمل للقيام به، صعد العمود، نزل، صعد، نزل، وواصل القيام بذلك.
تابع أيضًا: قصة الجندي المثابر
حيلة الرجل للتخلص من الشب
شاهد الرجل لبعض الوقت، ثم ذهب إلى الداخل وأكل الطعام الذي أحضره الشبح، بعد ذلك ذهب للنوم.
في صباح اليوم التالي نهض وخرج، رأى الشبح أنه يصعد ويهبط على العمود طوال الوقت الرجل كان سعيدا جدا.
مرت عدة أيام، وظل الشبح يواصل الصعود والهبوط، وبعد مرور شهر كان لا يزال يفعل ذلك، لقد شعر الآن بالتعب قليلاً،
- قال الشبح للرجل: “أرجوك يا سيدي، هل لي أن أتوقف الآن؟ فأنا أفعل نفس الشيء منذ شهر”.
- قال الرجل للشبح: “وكيف يمكنك التوقف؟ لا تستطيع ن تتوقف حتى أخبرك، لذلك استمر في الصعود والهبوط حتى أمرك أن تفعل شيء أخر”.
- مرت ثلاثة أشهر أخرى، وأصبح الآن الشبح متعبًا حقاً.
- قال الشبح: “سيدي، لم أعد أستطيع القيام بذلك، يجب أن أتوقف الآن”.
- قال الرجل: “يمكن أن تتوقف ولكن بشرط أن تذهب ولا تعود مرة أخرى “
وفي الختام أود الإشارة إلى أن قصة الشبح المفترس الذي يحب العمل تعد من القصص الشعبية المتداولة في العديد من الثقافات حول العالم، تعلمنا هذه القصة أهمية الذكاء في التعامل مع المواقف الصعبة، كما تحذر من التهور في التعامل مع الغرباء.