نقد النظرية الواقعية وما هو نقد النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية

أسبوع واحد منذ

كريم احمد الحسيني

جاءت العديد من النظريات السياسية المعاصرة من أجل تنظيم العلاقات الدولية، وعند التحدث عن نقد النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية، إلى جانب نقد النظرية الواقعية؛ فنحن في مقالنا على موقع لحظات نيوز نتناول بعض أهم النظريات السياسية التي أثرت على العالم المعاصر، وفيما يلي نتعرف على هذه النظريات ببعض التفصيل.

نقد النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية

عند تناول نقد النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية، لا بد أولًا من التعرف على مفهوم الليبرالية، والذي يقوم في الأصل على مبدأ الحرية والمساواة؛ وتشمل مطالب الليبرالية في الحريات: حرية التعبير، والعقيدة، والحقوق؛ إلى جانب المساواة بين الجنسين.

ظهرت الليبرالية كحركة سياسية لأول مرة خلال عصر التنوير في أوروبا، وقد حظيت بدعم كبير في أوساط الفلاسفة والاقتصاديين آنذاك، وقد نبع ذلك من رفض الملكية وسيطرة الدين على الدولة، والتي كانت من المبادئ الشائعة لدى الغرب.

يعد الفيلسوف الفرنسي جون لوك هو الأب الروحي لليبرالية، فقد تأسست هذه النظرية على يده خلال القرن السابع عشر حين نادى بحق الإنسان في الحرية والحياة، وضرورة مراعاة عدم انتهاك هذه الحقوق من قبل الحكومات.

هدف جون لوك من خلال دعوته إلى تغيير الحكم الديكتاتوري السائد إلى حكم ديمقراطي يتألف من جميع فئات المجتمع، وقد شهدت هذه النظرية انتشارًا واسعًا بعد الثورة الفرنسية التي أطاحت بالملكية، وأخذت في الانتشار بعد ذلك إلى باقي أوروبا.

تتميز الليبرالية بشكل عام أنها لا تدعم التدخل في سلوك الفرد أو اقتصاد الدولة في أغلب الأحيان، حيث تؤمن بالحريات الفردية بعيدًا عن أي عقيدة؛ إلا أنها تهاجم الحرية حين تتحول إلى خطاب كراهية يهدد حياة الآخرين.

وبالنسبة للاقتصاد، فقد قامت الليبرالية الكلاسيكية على مبدأ الاقتصاد الحر الذي يناهض تدخل الدولة في الأنشطة الاقتصادية؛ إلا أن الليبرالية الاجتماعية تدعم تدخل الدولة في الاقتصاد من باب الموازنة بين الحرية والمساواة في الفرص.

شاهد أيضًا: الفرق بين الديمقراطية الليبرالية والديمقراطية الاشتراكية بحث

نقد النظرية الواقعية في العلاقات الدولية

وبالحديث عن نقد النظرية الواقعية، فإننا نتناول أولًا مفهوم الواقعية في السياسة والعلاقات الدولية؛ تضم الواقعية عدة نظريات سياسية تتمحور حول شتى الأمور الدولية من دور الدولة، والمصلحة العامة، وغيرها من المصطلحات.

ظهرت النظرية الواقعية في السياسة لأول مرة خلال منتصف القرن العشرين على يد البريطاني إي إتش كار، وهو عالم معروف في السياسات؛ قام هذا العالم بانتقاد المؤسسات الدولية، والإيمان بالمثالية في التقدم.

كانت هذه الواقعية معروفة بالكلاسيكية، وقد ظهر فيما بعد اتجاه آخر عرف بالواقعية الجديدة خلال سبعينيات القرن الماضي، وقد جاء هذا الاتجاه ليعيد تشكيل نظريات الاتجاه السابق من أجل جعله أكثر تماسكًا.

ترى الواقعية الجديدة أن الدول في السياسة هي الجهات الفاعلة، وذلك من خلال العمل على توازن القوى لتحقيق السلام والاستقرار في العالم، إلى جانب تحقيق المصلحة القومية في السياسة الخارجية.

تدعم الواقعية الاهتمام بالنمو الاقتصادي لمنع حدوث الصراعات والحروب، كما عززت من أهمية القوة في السلوك الدولي من أجل الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وذلك لأن العلاقات الدولية تعتمد في الأساس على القوة.

شاهد أيضًا:بحث عن توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات

شاهد أيضًا: الحقيقة الكاملة.. وفاة رهف القنون في كندا هل هو حقيقة أم شائعة

معلومات عن نظريات العلاقات الدولية

إلى جنب كل من النظريتين الليبرالية والواقعية بتفرعاتهما، فقد جاءت العديد من النظريات السياسية الأخرى التي تهدف إلى تنظيم العلاقات الدولية، والتي نعرض منها ما يلي بإيجاز:

النظرية البنائية: يرون أهمية مؤسسات المجتمع المدني في تحديد السلوك الدولي وتعزيز حقوق الإنسان، وقد اشتهرت هذه النظرية مؤخرًا، واشتهرت معها بعض المنظمات غير الحكومية، مثل منظمة العفو الدولي.
النظرية الماركسية: تسعى إلى تفكيك النظام الرأسمالي، وتحويل الملكية الخاصة إلى ملكية تعاونية، وهي بذلك تهدف إلى تلبية حاجات الناس بدلًا من تحقيق الأرباح الخاصة.
النظرية النسوية: تهدف هذه النظرية إلى المساواة بين الجنسين في العلاقات الدولية، إلى جانب كافة الحقوق الحياتية الأخرى؛ وتركز هذه النظرية على أدوار النساء ومساهماتهن في تعزيز حقوق المرأة حول العالم.

من خلال التعرف على نقد النظرية الواقعية، إلى جانب نقد النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية؛ فقد تناولنا تاريخ نشأة هذه النظريات وكافة خصائصها فيما يتعلق بشئون الدولة، والأفراد، والعلاقات بينهما في شتى الأمور السياسية والاجتماعية؛ كما تطرقنا بشكل سريع إلى بعض النظريات السياسية الأخرى وخصائصها.