هل يجوز للمرأة بعد عقد النكاح التنازل عن المهر، أو شيء منه؟ حقوق المرأة بعد عقد النكاح

حقوق المرأة بعد عقد النكاح تثير التساؤلات في أذهان النساء، فبعد أن يتم العقد والإشهار في المسجد يدور في ذهن بعض النساء سؤال هام، ما هي حقوق المرأة بعد عقد النكاح التي كفلها لها الإسلام؟ من خلال موقع لحظات نيوز سنتمكن من التعرف على إجابة هذا السؤال الذي يدور بأذهاننا، والإجابة عن سؤال آخر مُلح، هل يجوز للمرأة بعد عقد النكاح التنازل عن المهر، أو شيء منه؟
حقوق المرأة بعد عقد النكاح
كانت حقوق المرأة قبل الإسلام في طي النسيان، حتى جاء الإسلام وكفل لها كافة حقوقها المادية والمعنوية ضاربًا بكافة الأفكار المترسخة من الحضارات والمجتمعات السابقة عرض الحائط، ساعيًا لتنظيم المجتمع وفقًا لتشريعات سوية لا تنتقص من حقوق المرأة، وسوف نسلط الضوء في مقالنا على جانب من هذه الحقوق وهي حقوق المرأة بعد عقد النكاح، والتي تنقسم للآتي:
1- حقوق المرأة المعنوية بعد عقد النكاح
جعل الإسلام حسن المعاشرة قاعدة أساسية راسخة في حياة الأزواج، فيتوجب على الطرفين على السواء حسن المعاشرة والتعامل حتى يتمكنان من استكمال حياتهم بصورة سوية، فتترسخ أواصر المحبة والعطف بينهم، ولا يصلون لقدر من الخلاف الحاد الذي يُظلم حياتهم.
فقد أشار القرآن لوجوب معاملة المرأة بمودة ورحمة، حيث قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]
من حقوق المرأة التي كفلها لها الإسلام ألا يطولها أذى من زوجها سواء بالقول أو بالفعل، ولها الحق الكامل في رفع أمرها للقضاء والمطالبة بالطلاق إن طالتها يده أو لسانه بسوء،
2- حقوق الزوجة المالية
تملك المرأة المهر ما أن يتم عقد النكاح، ولها حق التصرف فيه كيفما تشاء، وفي حالة نشوب خلاف بين الزوجين قبل الدخول ووقوع الطلاق يكون لها الحق في نصف المهر المقدم منه والمؤخر على حد السواء، وذلك وفقا لما جاء في الآية 37 من سورة البقرة:
{وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} [البقرة: 237].
ووفقا لما ورد في القرآن يستحب أن يعفو أحد الطرفين للآخر طوعًا، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فقد أشار الله تعالى إلى ضرورة حفظ الفضل بين الزوجين، وفي حالة موت الزوج بعد العقد يكون المهر حقًا للزوجة، وإن ماتت الزوجة يرث ورثتها هذا المهر، أما فيما يتعلق بالنفقة، فلا نفقة للمرأة إن تم الطلاق قبل الدخول والخلوة.
أما إن حدثت الخلوة بين الزوجين تحصل المرأة على كافة الحقوق التي شرعها الإسلام للمرأة المدخول بها من حيث المهر ووجوب العدة، وكذلك النفقة حتى نهاية عدتها، وهذا ما ينقلنا لنقطة أخرى محورية هل للمرأة المطلقة عدة قبل الدخول؟
عدة المرأة المطلقة قبل الدخول
إن وقع خلاف بين الزوجين بعد العقد وانتهى بهم الأمر إلى الطلاق قبل الدخول، فلا عدة للمرأة وفقًا لما ورد في الآية 49 من سورة الأحزاب:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 49]،
هل يجوز للمرأة بعد عقد النكاح التنازل عن المهر، أو شيء منه؟
وبعد أن سردنا بالتفصيل حقوق المرأة بعد عقد النكاح تتبقى الإجابة عن سؤال هام، هل يجوز للمرأة بعد عقد النكاح التنازل عن المهر، أو شيء منه؟
يمكن للمرأة أن تسقط ما تشاء من مهرها وتتناول عنه لزوجها سواء كله أو بعضًا منه عن طيب خاطر منها بعد حصولها عليه، أو أن تبرئه منه قبل أن يمنحه إياها، ولكن بشرط أن تكون الزوجة بالغة عاقلة، وذلك اتباعا لقوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} [النساء: 4].
ولكن حتى وإن قررت الزوجة التنازل عن مهرها لزوجها يحفظ لها الإسلام باقي حقوقها الزوجية مثل: النفقة، والسكن، والحضانة، فلا ينقص تنازلها من حقوقها شيء.
قد تتبعنا في مقالنا هذا حقوق المرأة بعد عقد النكاح سواء أكانت مادية أو معنوية، وما يتعلق بأمر عدتها، وأجبنا عن سؤال جواز تنازلها عن مهرها، وختامًا كفل الإسلام بالفعل للمرأة العديد من الحقوق التي كانت مسلوبة منها داخل عصور مظلمة سبقت ضياء الإسلام.