موقع إرم ذات العماد والأحداث التي وقعت هناك

القرآن الكريم ملئ بالآيات التي تتحدث عن أقوم سبقونا ولذلك يرغب البعض في معرفة موقع إرم ذات العماد حتى نكتشف القوم الذين عاشوا هناك ونطلع على معلومات أكثر تتعلق بما قاموا به وكيف وصل بهم الحال حتى يذكرهم الله في كتابه العزيز وهل هم قوم حق أم قوم ظلم وهل اتبعوا نبيهم أم رفضوا الدعوة ونالوا العذاب، سوف نوضح كل هذا من خلال هذا المقال.
موقع إرم ذات العماد
حتى نتمكن من معرفة موقع إرم ذات العماد يجب أن نعترف أن ما تعنيه كلمة إرم في اللغة العربية حتى نستطيع فهم ما تدور عليه الآية، وإرم في اللغة تعني الحجارة التي يتم نصبها، وقد اختلف المفسرون حول تفسير تلك الكلمة وإعرابها ومعرفة علاقتها بذات العماد.واختلفت آراء المفسرين وتعددت خاصة بعدما ذكرت إرم بعد كلمة عاد مما تسبب في حدوث الخلاف في التفسير بين العلماء، حيث ذهب البعض بأن إرم المقصود بها هو أن إرم هي عاد نفسها قوم نبي الله هود.وإرتباطها بذات العماد جاء ليوصف القوم الذين عاشوا بأنهم كانوا يتمتعون بقامه طويلة وصلت إلى أربعمائة ذراع، ولكن الرأى الآخر أعتبر أن لفظ إرم هو مضاف إلى عاد ويعبر عن اسم المدينة لا القوم وقد اجتمع أغلب جمهور العلماء على ذلك مما أكد على أن إرم هي مدينة والموقع الذي عاش به قوم عاد.
الآراء حول موقع إرم ذات العماد
حدث خلاف أيضًا بين العلماء حول معرفة وتحديد الموقع الذي عاش فيه قوم عاد خاصة من عدم الحصول على أي أثار أو نقوش تدل على موقع قوم عاد، والبعض قال بأنها موجودة في بلاد الشام، والبعض ربطها بأرض اليمن وخاصة منطقة الاحقاف، حيث ذكر البعض أن الأحقاف وإرم واقعتان بين صنعاء وحضرموت.ولكن بعض العلماء أكدوا بأن الأحقاف المذكورة في القرآن لم يقصد بها أحقاف اليمن وذلك لأن الأحقاف في اللغة تعني تلال الرمل وهناك العديد من المناطق التي تتواجد بها الرمال داخل شبه الجزيرة العربية، وذهب البعض أن مدينة دمشق هي ذاتها مدينة إرم، والرأي الثالث توجه إلى أنها مدينة الإسكندرية.ولكن هناك رأي آخر مختلف وتم بناًء على ما قامت به البعثة الفرنسية مع دائرة الآثار الأردنية حول موضع مدينة إرم بأنها تقع على بعد 25 كم من جبل رم وهو يقع في الشرق من موقع مدينة العقبة في الأردن وجدت في ذلك الموقع العديد من الآثار القديمة ولكن لم يتبقى منها إلا عين ماء وذلك أثبت في النهاية أن موقع مدينة إرم يتواجد بالقرب من مدينة العقبة.
تابع المزيد: قصص سيدنا سليمان
قوم عاد
ينتسب قوم عاد إلى عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وقد نزل إلى الأحقاف مع والد وكانوا يعبدون القمر، ولكن من جاء من نسله من الأبناء فقد عبدوا الأصنام، وعملوا على تصميم ثلاثة أصنام وأطلقوا عليهم اسم صمود وصداء والهباء وقاموا بعبادتها.وكان القوم يتوزعون في مجموعة من القبائل وصلت إلى 10 قبائل وتمتعوا بالقوة في أجسامهم وضخامة أجسادهم، مما ساعدهم على بناء مدينة قوية وحضارة عظيمة لم يكن لها مثيل في البلاد، وأرضهم تتميز بالخصوبة وتتواجد لديهم الكثير من أشجار النخيل.وقد فتنتهم قوته وحضارتهم ولم يرجعوا تلك النعم إلى الله عز وجل بل استمروا في طريق الكفر وعبادة الأصنام، ولم يتذكروا ما حل بقوم نوح بسبب كفرهم وظلمهم لأنفسهم وعقابهم الله بالطوفان، واستمروا في نحت بيوتهم في الجبال وكفروا رسوله هود وما جاء به حتى أنزل الله عليهم العذاب.معرفتنا لموقع إرم ذات العماد سوف يساعدنا على اكتشاف الحضارات التي أقيمت من قبلنا وكيف أصبحت بعد مرور العديد من السنوات وكيف كان عقابهم من الله على ما فعلوه من ظلم حتى نتعظ.