البنية السردية في رواية بداية ونهاية ما هي البنية السردية في الرواية؟

تضم جميع الروايات بنية سردية مميزة، وتعد البنية السردية في رواية بداية ونهاية نموذجًا على إتقان الكاتب فن الرواية من خلال سرد شيق يتضمن عدة عناصر هامة تم إيفائها في هذه الرواية؛ وفي موقع لحظات نيوز نتعرف على البنية السردية بشكل عام، ونتطرق إليها عن كثب في رواية بداية ونهاية.
مكونات البنية السردية في الرواية
إن البنية السردية في رواية بداية ونهاية أو غيرها من الروايات تتكون من العناصر الآتية:
- الراوي: هو المؤلف الذي يملك معلومات مهمة وكافية حول المروي وجميع ما يتضمن من عناصر تشكله، وهو من يستطيع إحداث التجانس بين جميع هذه العناصر من خلال اختيار بناء سردي مناسب.
- المروي: يعرف كذلك باسم المسرود، وهو ما يكون الراوي أو المؤلف على علم به منذ البداية؛ ويخضع المروي إلى بناء سردي يختاره الراوي من أجل إظهاره بأفضل صورة أو أسلوب ممكن.
- المروي له: هو القارئ أو المتلقي، وهو العنصر الحاضر دائمًا في ذهن المؤلف أثناء عمله مع المروي، حيث يتم تشكيل البنية السردية للمروي حسب رغبة المتلقي.
- الحبكة: هي العناصر المتعلقة بالشخصيات وما بينها من صراعات، وتتضمن جميع الأحداث المفاجئة والمؤثرة التي تحدث تقلبات تغير منحى الرواية، ويقوم المؤلف بإظهار الحبكة عادة في بداية الرواية أو وسطها.
- نهج الكاتب: حيث يستطيع المؤلف أن يكتب الأحداث تباعًا بشكل منتظم، أو قد يكسر تسلسلها من خلال إضافة بعض الحبكات.
- نمط السرد: هو قدرة تأثير المؤلف على البنية السردية في الرواية من خلال سرعة الانتقال بين أحداثها وأشخاصها لجذب انتباه القارئ.
- الأفكار الرئيسية: هي مضمون العمل الأدبي والرسالة التي يهدف إلى إيصالها للقارئ، والتي يمكن استنتاجها أثناء القراءة.
البنية السردية في رواية بداية ونهاية
من خلال ما يلي من السطور نتعرف على البنية السردية في رواية بداية ونهاية للكاتب العظيم نجيب محفوظ بشيء من التفصيل:
- تحققت جميع عناصر البنية السردية من أحداث، وطريقة سرد، ومكان، وزمان، وشخصيات في رواية البداية والنهاية.
- حرص المؤلف على إظهار الصراعات القائمة في الأسرة محور الرواية بناءً على هذه المعطيات، مما ساهم في زيادة الدلالات المشار إليها في الرواية.
- كان النمط السردي المستخدم في الرواية هو الرؤية المصاحبة، والتي تهدف إلى التعريف بالشخصيات ومشاعرهم وفق سياق النص.
- هدف الكاتب إلى تصوير الشخصيات في روايته بناءً على شخصيات حقيقية من واقع المجتمع المصري.
- حرص نجيب محفوظ على جعل عنصر الزمن أساسيًا في هذه الرواية، حيث يعمل الزمن على رسم ملامح الرواية وتحديد سياق أحداثها.
- من خلال الزمن كذلك، يتم تطوير الأحداث والصراعات، مما يؤدي بدوره إلى تطور الشخصيات وإظهار ملامحها بشكل أكثر وضوحًا.
ملخص رواية بداية ونهاية
تتحدث الرواية عن أسرة مصرية من الطبقة الوسطى مكونة من أب، وأم، وأربعة أولاد؛ فيها يكون الأب هو العائل الوحيد للأسرة، بينما تجلس الأم مع أولادها الثلاثة وإبنتها الوحيدة.
بدأت مأساة أسرة (كامل أفندي) عندما توفي الأب، ومن هنا يزور شبح الفقر هذه الأسرة، مما يعصف بحالتها الاقتصادية والاجتماعية؛ خاصة حين تلجأ الابنة (نفيسة) في بادئ الأمر للخياطة، ثم تتجه بعد ذلك إلى الخطيئة.
في حين يدخل (حسن)، الابن الأكبر، إلى عالم الجريمة والبلطجة؛ بينما يضطر الابن الأوسط (حسين) إلى التضحية بأحلامه في دخول كلية الطب، ليعمل موظفًا عاديًا؛ في حين كان الابن الأصغر (حسنين) هو أمل الأسرة الوحيد.
تمكن (حسنين) من دخول الكلية الحربية بمساعدة إخوته الثلاثة، إلا أن أنانيته تسيطر عليه، وتجعله يرى أن إخوته هم محض عار عليه، على الرغم من تضحياتهم بأحلامهم ومساعدتهم له حتى يصبح إنسانًا شريفًا.
هنا نكون قد تعرفنا على البنية السردية في رواية بداية ونهاية، حيث تناولنا أهم العناصر التي عمل عليها الكاتب في البنية السردية من حيث الزمان، والمكان، والشخصيات؛ كما تعرفنا سابقًا على عناصر البنية السردية في جميع الروايات بشكل عام، بالإضافة إلى تناول ملخص الرواية وأحداثها.