ما هي شروط إفطار المسافر في رمضان

قد أباح الله الإفطار لبعض المسلمين الذين يعانون من مرض أو سفر، فما هي شروط إفطار المسافر في رمضان التي سوف نتعرف عليها خلال هذا المقال لنتمكن من تجنب الإفطار بدون داعي.
ما هي شروط إفطار المسافر في رمضان؟
قد أباح الله للمسلمين الإفطار إذا كان المسلم على سفر فقال الله تعالى: (فمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) {البقرة:184}، فإذا كانت مسافة السفر كبيرة وبها مشاقة وتعب عليك يمكنك الإفطار، ومن الشروط التي أختلف عليها الفقهاء في إفطار المسافر:
- الشرط الأول: يجوز الإفطار في المسافة التي يقصر الصلاة بها، والمسافة التي تقصر الصلاة بها هي واحد وثمانين كيلو كتر وفقًا لأقوال بعض علماء الفقه، وترتبط شرعية الإفطار في السفر بالمشقة التي يتحملها المسلم، فإذا كانت المسافة متعبة وشاقة على المسافر أتيحت له رخصة الإفطار أي أن رخصة الإفطار مرتبطة بطول وبعد المسافة التي يقطعها المسافر.
- الشرط الثاني: أن لا ينوي المسافر الإقامة في البلد التي سافر لها، وقد حدد أهل العلم المدة التي لا يصح للمسافر الترخص والإفطار من بعدها، وقد اتفقوا على أن
- المدة أربعة أيام بلياليها كما قال المالكية والشافعية.
- الحنفية اختلفوا عنهم وقالوا خمسة عشر يوم.
تابع المزيد: شروط الصيام في رمضان
رأى العلماء في إفطار المسافر في رمضان

قد اختلف العلماء على إفطار المسلم في السفر، وظهر لنا قولين، وهما:
رأى جمهور من العلماء من الشافعية والحنابلة والمالكية أن من الأفضل للمسافر الصيام ما لم يؤثر به الصيام أو أجهده أو سبب له بأي من الأعراض المرضية، وقد استندوا لأدلة عن رسولنا الكريم حيث قال الإمام مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه:
(خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في شَهْرِ رَمَضَانَ في حَرٍّ شَدِيدٍ، حتَّى إنْ كانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ، وَما فِينَا صَائِمٌ، إلَّا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ)، وقد روى أبو سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (لقَدْ رَأَيْتُنَا نَصُومُ، مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ذلكَ، في السَّفَرِ).
وقد رأى الحنابلة بأفضلية الإفطار للمسافرين في رمضان وقد استدلوا بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-:
(أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ في عَامَ الفَتْحِ إلى مَكَّةَ المكرمة في شهر رَمَضَانَ فَصَامَ حتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الغَمِيمِ، فَصَامَ النَّاسُ، ثُمَّ دَعَا بقَدَحٍ مِن مَاءٍ فَرَفَعَهُ، حتَّى نَظَرَ النَّاسُ إلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ، فقِيلَ له بَعْدَ ذلكَ: إنَّ بَعْضَ النَّاسِ قدْ صَامَ، فَقالَ: أُولَئِكَ العُصَاةُ، أُولَئِكَ العُصَاةُ).
وفي الختام، بعد التعرف على ما هي شروط إفطار المسافر في رمضان يجب على كل من المسافرين اتباع الشروط التي احل بها الله الصيام والإفطار عن غيرها من الشروط.