خطبة الجمعة الأولى في شهر رمضان المبارك 2025 مكتوبة كاملة ومؤثرة جدًا

مع اقتراب شهر رمضان المبارك تتصدر محركات البحث البحث عن خطبة الجمعة الأولى في شهر رمضان المبارك لعام 2024، لذلك يعرض موقع لحظات نيوز خطبة أول جمعة من شهر رمضان كاملة العناصر، متضمنة المقدمة والخاتمة، مع ذكر فضائل شهر رمضان الكريم، وأثر العبادات في تهذيب وتزكية السلوك للعبد المؤمن.
مقدمة الخطبة
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه، ونستغره، ونستهديه، ونعوذ به من سيئات أعمالنا، ومن شرور أنفسنا، الحمد لله الذي فرض علينا الصيام ورحمنا به، ورفع عنا الخطايا والذنوب، ونشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله أشرف الخلق، وخير من صلي، وصام، وقام، وحج،
شهر رمضان
أيها المسلمون، علينا أن نحمد الله تعالى الذي مد أعمارنا وبلغنا رمضان، وكتب لنا فيه الصيام،ومن علينا به، شهر رمضان هو شهر التنافس على طاعة الله، وعلى عبادته، وعلى فعل الأعمال الصالحة، فشهركم هذا يضاعف فيه الله تعالى الأجر والثواب لمن يشاء من عباده، فأحسنوا استقبال رمضان، واحرصوا على اغتنامه، وأوصيكم ونفسي بتقوى الله، ولزوم طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيان أوامره،
فضل شهر رمضان
أيها المسلمون، إن من فضائل هذا الشهر الكريم التي من الله بها على عباده، أن أجر وثواب الأعمال يتضاعفان فيه، وذلك من فضل وكرم عطاء الله تعالى، وفي هذا الشهر ليلة القدر التي هي خيرًا نمن ألف شهر، فمن قامها إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ذنبه، ورزقه من وافر الثواب.
ومن نعم الله علينا في هذا الشهر أن أنزل فيه متابه العزيز المبيبن، رحمة للعالمين، وهدى للمتقين، وحجة على المكذبين، وإنذار للعاصين، وجعله اللله تعالى شفاء لما في الصدور، ونصر الله لعباده المؤمنين من فضائل هذا الشهر المبارك، ففي هذا الشهر وقعت غزوة بدر الكبرى التي نصر فيها الله المسلمون على أعدائهم، رغم قلة العدد والعتاد.
كما من الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان بفتح مكة، وجعلها دار للإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، فقد أودع الله في هذا الشهر خيرات وبركات وفيرة، فاشكروا الله على ما هداكم، واتقوه واعبدوه، وصلوا خمسكم، وأدوا زكاة أموالكم، وصوموا شهركم، وتوبوا لله من ذنوبكم وأخطائكم، وليبتعد الصائم عن النظر للمحرمات، وسماع الأغاني، حتى لا ينقص أجره، ويحرم لذة العبادات،
أثر العبادات في تهذيب السلوك
أيها المسلمون إن الإسلام لم يشرع لنا العبادات لتكون شعائر مجردة من المعنى، فكل عبادة تحمل في جوهرها قيم أخلاقية تنعكس على نفس المسلم وسلوكه، وتظهر في شخصيته وتعامله مع الغير، يا عباد الله إن كثيرًا منا يخطىء عندما يظن أن العبادة مفضلة عن السلوك الحسن، فإحدى أهداف العبادات الرئيسية تزكية النفس، ودائمًا ما تقترن نصوص القرآن والسنة بالحديث عن ذلك.
فجميع العبادات تهدف إلى تهذيب الأخلاق والسلوك، وتزكيتهما، فعلى سبيل المثال فريضة الزكاة ليس ضريبة تؤخذ من جيوب المسلمين، لكنها غرس لمشاعر الرحمة، والرأفة، والحنان، كما تؤلف بين جميع الطبقات، وتطبق مبدأ التكافل الاجتماعي.
وقد قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم} [سورة التوبة: الآية 103]، فتهذيب النفس، وتطهيرها من الذنوب، والوصول بالمجتمع لمستوى عالِ من النبل والرحمة هو الحكمة الأولى من فرض الزكاة.
كما نهى الله تعالى عن المن في العطاء عند إخراج الزكاة والصدقات، فمن فعل ذلك فقد بطلت صدقته وزكاته، مما يدل على قوة العلاقة بين القيم والأخلاق وتراحم أفراد المجتمع وبين عبادة الزكاة، وكل العبادات لها مقاصد نبيلة تهدف إلى تطهير العبد.
والحكمة العليا من الصلاة تأتي في قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} [ سورة العنكبوت: الآية 45]، فالمسلم أُمر أن يؤدي الصلاة في جماعة، بهدف الاحتكاك بالناس والتفاعل معهم، وتوطيد صلات الود والتراحم، والصلاة تنهي عن كل ما هو بذيء من قول وفعل، وهذان الصفتان لا تظهران إلا في التعامل مع الناس في المجتمع.
وتأتي فريضة الصيام ليعلمنا الصبر، والصدق، والبر، والكرم، فشهر رمضان شهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النيران، وشهر الصلة والصفح، والتقوى، ومراقبة الناس، فكل هذه الأخلاق يغرسها الصيام في نفس العبد المؤمن.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة :الآية 183]، فكلمة التقوى الواردة فى الآية تحمل دلالات ومعانِ أخلاقية وإيمانية عديدة.
وقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم الصائمين ورباهم على القيم الأخلاقية الرفيعة، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كان يومُ صَومِ أحَدِكُم، فلا يَرفُثْ يَومَئذٍ، ولا يَصخَبْ، فإنْ سابَّه أحَدٌ أو قاتَلَه فليَقُلْ: إنِّي امْرؤٌ صائِمٌ، إنِّي امْرؤٌ صائِمٌ” ( أخرجه البخاري ومسلم).
فالصوم جنة ووقاية من جميع الأمراض الخلقية، وتجاهل الصائم لمن يسبه ويأذيه ليس من باب الضعف، لكن لعظمة وسموأخلاق الصائم الذي يحفظ نفسه من اللغو الذي قد يفسد صيامه، كما يراعي الصبر والتقوى والتحلي بأخلاق الصيام الرفيعة.
وفريضة الحج تغرس أسمى المعاني الأخلاقية في نفوس الحجاج والمعتمرين، لقول الله تعالى: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [سورة البقرة: الآية 197].
فالسفر للأراضي المقدسة رحلة تجرد من الأمراض الخلقية، والجدير بالذكر أن العبادات من العبد لربه تنعكس على علاقته بأفراد المجتمع فتحسنها،وتهذبها، وهذا ما نستنتجه من سرد أهم العبادات،
خاتمة الخطبة
اتقوا الله يا عباد الله، واحرصوا على اغتنام هذه الأيام المباركات، حتى يرفع الله من قدركم، ويغفر لكم ذنوبكم وخطاياكم، ويضاعف لكم الأجر، فاحصروا على استثمار أوقاتكم فيما يرضي الله تعالى، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فهو الغفور الرحيم.
في نهاية المقال يكون قد تم سرد خطبة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك لعام 2024، متضمنة المقدمة والخاتمة، وتشمل ذكر فضل شهر رمضان، مع أثر العبادات في تهذيب سلوك ونفس المؤمن.