آثار الإيمان بالغيب على النفس والسلوك الإنساني

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

الإيمان بالغيب هو أحد أركان الإيمان بالله تعالى، والتي يجب على كل مؤمن الإيمان بها ليكون من أهل الإيمان، والإيمان بالغيب هو الإيمان بأن هناك أمورًا يجهل الإنسان معرفتها ولا يدركها الحس، وعبر موقع لحظات نيوز سنتعرف على آثار الإيمان بالغيب على النفس والسلوك الإنساني.

آثار الإيمان بالغيب على النفس والسلوك الإنساني

 

الإيمان بالغيب من أركان الإيمان وصفات المتقين، وله آثار هائلة على النفس، ومن هذه الآثار الآتي:

  • شعور الإنسان بمراقبة الله عز وجل في كل قول أو فعل، قال -تعالى-: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا).
  • يجلب الإيمان بالغيب الخشية في النفس من الله، فالله يعلم بكل حركة يتحرك فيها الإنسان، قال -تعالى-: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
  • تنفيذ أوامر الله عز وجل، بفعل الطاعات واجتناب المعاصي.
  • يجلب الشعور بطمأنينة النفس والأنس، لأن المسلم يعلم أن الله معه مهما كانت الأمور تبدو مجهولة ومبهمة، فيصبر ويتقي ولا ييأس، قال -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
  • تقوى الله في السر والعلن، فالنفس التقية ربطها الله عز وجل في القرآن بالإيمان بالغيب، فالمؤمن يؤمن بأمور لم يدركها بحواسه ولم يرها ولم يسمعها.
  • يزكي النفس، فالنفس الخبيثة لا تؤمن بالغيب، والنفس الخبيثة التي لا تؤمن بالغيب هي أقرب للكفر من الإيمان، والتزكية تكون من الله للمؤمنين، فهي فضل ورحمة من الله، والمؤمن هو من يجلب تزكية النفس بالإيمان بالله، قال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ).
  • والإيمان بالغيب يثبت المؤمن على طاعاته وعلى المحن، لأنه يدرك بأن الله سيدبر أمره ولن يتركه.
  • يجعل الإنسان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فمن ازداد الإيمان في قلبه وتعمق لا يمكن أن يصمت على مشاهدة المعاصي والمنكرات دون فعل منه.
  • يزيد فعل الخيرات بين الناس وبعضها، ويُجنّب فعل المنكرات

ما هو مفهوم الإيمان بالغيب

الغيب هو كل شيء تم إخفاؤه عن جميع المخلوقات أو غاب عن إدراك الحواس، فلا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، حيث جعله الله لعلمه وحده فلا يخبر به أحدًا، قال تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، ويتم تقسيم الغيب إلى قسمين من ناحية إمكانية الإدراك والوصول إليه، والقسمين كالآتي:

  • الغيب المطلق: هو ما غاب عن جميع المخلوقات، ولا يمكن إدراكه بالحواس وإحاطته بالعقل ولا يمكن الوصول إليه، فهو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، كصفاته سبحانه، ويوم القيامة، والملائكة والجن.
  • الغيب الإضافي: هو ما كان غائبًا عن بعض المخلوقات دون بعض، كالغيبيات التي تعلمها الملائكة دون البشر، أو التي عرفناها عن طريق أنبياء الله ورسله.

والإيمان بالغيب هو التصديق الحتمي والإقرار بالأمور الغيبية كلها، سواء التي خصها الله بعلمه، أو التي ادركناها عن طريق الوحي من خلال الرسل والأنبياء، فالإيمان بالغيب هو ركيزة من ركائز عقيدة الإسلام، ودعامة الدين الإسلامي، وهو ركن عظيم من أركان الإيمان الستة، الذي لا يصلح إيمان العبد من غيره،

أهمية الإيمان بالغيب

أهمية الإيمان بالغيب عظيمة للغاية، إذ إنها أهم ما يتميز به الإنسان عن غيره من سائر الكائنات، حيث إن الحيوان يشترك مع الإنسان في إدراك المحسوس، ولكن الإنسان وحده هو من يدرك الغيب ويؤمن به.

وقد أتت كل الشرائع السماوية بالعديد من أمور الغيب التي لا طريقة لمعرفتها إلا عن طريق الوحي، مما ذُكر في الكتاب والسنة النبوية، فقد ورد في القرآن السماوات السبع، والملائكة، والجنة والنار، وكل ذلك لا علم للإنسان به إلا بتصديق كتاب الله وسنة نبيه.

وجميع هذه الحقائق تجعل الإنسان يخشى الله ويتقيه، ويظل دائم التفكير في نعم وخلق الله في الكون، ويكتشف أمورًا جديدة كل يوم، تجعل إيمانه راسخ ويزيد، ويبقى متأكدًا أن الله عز وجل وحده هو المدبر له ولهذا الكون.

الإيمان بالغيب له العديد من الآثار التي تزيد المؤمن إيمانًا، وتجعله مدرك لتمييز الله سبحانه وتعالى له عن باقي الحيوانات، ويجعل الإنسان محب للخيرات ولطاعة الله، ويجعله يتجنب المعاصي وفعل المنكرات، نظرًا لخوفه من الله.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى