الحوثي والتبعية الايرانية تجارة بالمقدرات ومعركة بالوكالة في المنطقة

منذ انقلاب جماعة الحوثي على الحكومة الشرعية في اليمن، تحول الوضع في البلاد إلى أزمة إنسانية عميقة تتقاطع فيها المصالح الإقليمية والدولية، يتساءل الكثيرون عن سبب تمسك الحوثيين بإدارة صراعات لا تتعلق بمصلحة الشعب اليمني، وتحويل البلاد إلى ساحة لصراعات بالوكالة لصالح إيران، الإجابة تكمن في أن الحوثين باتوا جزءًا من مشروع إيراني توسعي يسعى لتحقيق مصالح طهران، بأي ثمن.
الحوثيون لم يعودوا مجرد فصيل سياسي داخلي، وإنما أصبحوا جزءًا من مشروع عقائدي مسلح مدعوم إيرانيًا، ومنذ بداية ظهورهم، استمدوا شعاراتهم من الفكر الإيراني، مما يوضح انسياقهم وراء الأجندة الخارجية التي تهم إيران أكثر من صالح اليمنيين، خلال السنوات الماضية، تمكّن الحوثيون من السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي، ليصبحوا بمثابة سلطة بديلة تتحكم في موارد البلد.
على صعيد الاقتصاد، يعاني المواطن اليمني من الفقر والجوع بينما تدير جماعة الحوثي اقتصادًا غير رسمي معتمدًا على تهريب المشتقات النفطية والتجارة بالأسلحة، يبدو الحوثيون بمثابة سمسار موت، حيث يعيدون تدوير الأرباح لتمويل مزيد من الحرب ضد دول أخرى.
أيضًا، لم تقتصر الأضرار على البنية التحتية بل شملت أيضاً التعليم والهوية، المناهج أُعيد صياغتها لتخدم الفكر الطائفي، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة، الحرب على الحدود ومهاجمة مناطق استراتيجية لهما تأثير مباشر على المواطن، فقد تحول الميناء إلى مسرح لأعمال عدائية.
في ظل هذه الظروف، يبقى الشعب اليمني هو الضحية الأكبر لما يجري، حيث تقاوم الجماعة أي جهد لتحقيق السلام، المطلوب اليوم هو تعزيز الهوية اليمنية والمقاومة ضد تبعية الحوثي لإيران، اليمنيون يحتاجون إلى استعادة دولتهم ورفع صوتهم ضد أي شكل من أشكال الاستغلال الإقليمي.