حكم سماع الأغاني

حكم سماع الأغاني من الأمور المهمة لكل مسلم معرفتها، فالأمور التي تتعلق بالحلال والحرام في الشريعة هي أمر في غاية الخطورة، وذلك لما يترتب عليه من الأفعال والأقوال، ويجب أن تصدر الأحكام الشرعية من أهلها، من خلال جريدة لحظات نيوز يمكنك الاطلاع على هل يجوز الاستماع إلى الأغاني الخالية من الموسيقى.
حكم سماع الأغاني
جاء في قول أهل العلم أن الغناء أنواع، ولكل نوع حكم، وذلك كما يلي:
النوع الأول
في حال كان الغناء مشتملًا لآلة عزف ولهو، فهذا الغناء يحرم استماعه من الرجل والمرأة بالإجماع، ولقد تم تحريم الاستماع لآلات العزف باستثناء الدف.
ولقد قال جماعة من العلماء ومنهم أبو الطيب الطبري وابن الصلاح وابن القيم، وابن حجر الهيتمي، ولقد قال الإمام القرطبي:” أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك. وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسق ومهيج الشهوات والفساد والمجون! وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه“.
وحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ، ولَيَنْزِلَنَّ أقْوامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عليهم بسارِحَةٍ لهمْ، يَأْتِيهِمْ -يَعْنِي الفقِيرَ- لِحاجَةٍ، فيَقولونَ: ارْجِعْ إلَيْنا غَدًا، فيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وخَنازِيرَ إلى يَومِ القِيامَةِ“. [أبو مالك الأشعري: صحيح البخاري.
ولفظ المعازف هنا يشمل جميع آلات اللهو، إلا الدف فهو مباح.، ومن الأدلة التي تحرم الغناء قوله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
}. [سورة لقمان: 6]
والضرب بالدف فصح جوازه للنساء في الأعراس والأعياد، ومن شروطه الكلام المصاحب له حسن المعنى، ولا مهيج للغرائز وغير فاحش، ويجب أن يكون مقتصرًا على النساء .
النوع الثاني
الغناء بدون آلة يختلف حكمه باختلاف ما يلي:
1- أن يكون الغناء من امرأة لرجل
فلا شك أنه محرم ويجب منعه، كما منعت المرأة من الأّذان للرجال، وإن غنت المرأة فيجب أن تغني في حضور النساء وبكلام حسن، كالمناسبة إلى عرس وما إلى ذلك.
2- الغناء يكون من رجل
يجب حينها النظر إلى نوع الكلام، فإّا كان الكلام يدعو إلى الفضلية والخير فقد أباحه جماعة من العلماء، وآخرون قد كرهوه خاصة وإن كان بأجرة.
والصحيح جواز النافع من الحداء والشعر، وألا يتم الإكثار منه، أما إذا كان الكلام يدعو إلى القبيح ويصف النساء والخمر فإنه محرم.
تبين لنا حكم سماع الأغاني، وأن الحكم مبني على الأغاني نفسها، فإذا ما كان منها محرمًا فالاستماع إليه محرم، وإذا كانت الأغاني مباحة فهو مباح، ويعد الإكثار من الاستماع للأغاني أمر غير محمود.