تحليل شخصية هاملت أبرز إبداعات شكسبير

هاملت هي شخصية خيالية وبطلة مسرحية مأساة هاملت أمير الدنمارك، التي قام الكاتب المسرحي الإنجليزي الشهير وليام شكسبير بكتابتها بين عام 1599 و 1602، والتي تقع أحداثها في الدنمارك حول قصة انتقام هاملت من عمه كلوديوس الذي قتل أخاه، ويقوم موقع لحظات نيوز بتحليل شخصية هاملت وصفاته.
تحليل صفات شخصية هاملت
تميزت شخصية هاملت بكونها شخصية مركبة وفريدة من نوعها في الأدب العالمي، وجسد شكسبير في شخصية هاملت الصراع الإنساني بين الخير والشر، والحياة والموت، والحب والخيانة.
وكانت شخصية هاملة تمثل شاب ذكي ومثقف يدرس بجامعة فيتنبرغ ويظهر عليه علامات الذكاء وتميز بفلسفة عميقة في تفكيره وارائه، ولكن مر هاملت بصراع نفسي عميق وقوي بسبب زواج أمه من عمه كلوديوس بعد شهر واحد من وفاة والده، مما جعله يشعر بداخله بالخيانة ونشأت فيه روح الأنتقام.
ويحلل فرويد في تحليله لشخصية هاملت أن شبح والده ماهو سوى تجسيد لرغبات هاملت الطفولية في قتل أبيه، حيث أن بالتحليل اتضح أن شخصيته كغيره من الذكور البالغين قد مر بعقدة أوديب والتى تشير إلى المشاعر اللاشعورية لدى الأطفال بالغيرة من الآباء و حب الأمهات.
وكان الشبح الذي يظهر لهاملت هو تحقيق لرغباته وأفكاره في قتل والده والزواج من والدته، لصيبح ألاب في هذه المرحلة غريم الابن في حب الأم وعواطفها، ثم اتضح من زاوية أخرى سيكولوجية أن الشبح يعبر عن اللاوعي المكبوت عند هاملت بالفعل.
أصبحت شخصية هاملت متردده ومزبزبه بسبب الصراعات التي يمر بها من أجل اتخاذ قرار قتل عمه، واثر عليه شبح والده وما يخبره به بالتردد والشكوك، مما جعله يتظاهر بالجنون لإخفاء نواياه وأفكاره الحقيقة حول الأمور التى تحدث من حوله حتى لا تظهر مخططاته للانتقام.
وبالرغم من كونه شخصية حنونه لكونه عاش قصة حب مع أوفيليا وهي أبنة بولونيوس مستشار الملكة، ولكن تأثر ظروفه النفسية وسلوكياته الغريبة على حبه، حيث قتل هاملت والد أوفيليا عن طريقة الخطأ لأنه ظن أنه عمه كلوديوس، فحزنت أوفيليا على فراق والدتها وانتحرت غرقا بسبب حزنها على أبيها وشعورها بخيانة هاملت لها.
دوافع وسلوكيات شخصية هاملت
نشأت عدة دوافع داخل هاملت بسبب كل أحداث حياته كان منها:
- دافع الانتقام: وتعتبر رغبة الانتقام من عمه كلوديوس الدافع الرئيسي وراء تصرفات هاملت.
- البحث عن الحقيقة: حيث يسعى هاملت للتأكد من صحة ما أخبره به شبح والده.
- الرغبة في تحقيق العدالة: يريد هاملت تحقيق العدالة لوالده المقتول.
- الشك: حيث عاني هاملت من الشعور بالشك في صحة ما أخبره به شبح والده، وأصبح الشك يلاحقه في نوايا جميع الأشخاص من حوله.
- التردد:عانى هاملت من التردد في اتخاذ قرار الانتقام من عمه، مما يؤدي إلى تأخير تنفيذ خططه وشعوره بالقلق والتردد في جميع الأمور.
- التظاهر بالجنون: تظاهر هاملت بالجنون لإخفاء نواياه الحقيقية وخططه للانتقام.
- السخرية:يستخدم هاملت السخرية كسلاح ضد أعدائه.
- العنف:يلجأ هاملت إلى العنف في النهاية للانتقام من عمه.
أهم ما تم استخلاصه من قصة هاملت
- أهمية التفكير قبل اتخاذ القرارات حيث أن هاملت كان يُعاني من التردد مما أثر على شخصيته في العديد من الأمور، مما لفت نظرنا إلى اهمية التفكير بعناية قبل اتخاذ أي قرار، خاصةً إذا كان قرارًا صعب ومصيري.
- أهمية التأكد من صحة المعلومات فقد كان هاملت يعاني من الشك في صحة ما أخبره به شبح والده، مما يعيق قدرته على اتخاذ القرار، وأصبح هاملت مصاب بالشك في كل الأمور من حوله.
- خطورة الخيانة وأثرها علي حياة الإنسان، فقتل والد هاملت على يد عمه سبب له شعورًا عميقًا بالخيانة.
- أهمية العدالة والسعى لتحقيقها كانت غاية هاملت للانتقام من عمه حتى يحقق العدالة لوالده المقتول.
- خطورة الانتقام ورغبة هاملت في الانتقام التي أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص، بما فيهم ولد أوفيليا التي يحبها ثم انتحارها بسبب وفاة ابيها وخيانة هاملت لها.
- أهمية التسامح بين الأشخاص فعلى الرغم من شعور هاملت بالظلم، إلا أنه يُسامح عمه في النهاية.
- أهمية الإيمان فقد عاني هاملت من الشك في العديد من الأمور بسبب مشاكله النفسية والحياتية، واستمر شعور الشك يلاحقه بما في ذلك أنه اصبح يشك في وجود الله.
في النهاية توجد العديد من التحليلات لشخصية هاملت التي قام العديد من الأدباء بتحليلها واستخلاص دوافع وأفكار شكسبير في كتابة هذا العمل المسرحي الذي يعد من أكبر وأشهر اعماله، وأصبحت هاملت أهم شخصية مركبة وفريدة من نوعها في الأدب العالمي فقد كانت شخصيته رمز للصراع الإنساني بشكل عام.