تعريف التفكك الأسري وأخطر آثاره على الفرد والمجتمع

عندما تُذكر كلمة المثالية والمودة تظهر لنا الأسرة، فهي وطن لكل أفرادها، لكن من جانب آخر قد تظهر مشكلة من أخطر المشاكل التي يمكن أن تواجه أي أسرة في الوقت الحالي، ألا وهي التفكك الأسري، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنعرض لكم تعريف التفكك الأسري وأخطر آثاره على الفرد والمجتمع.
تعريف التفكك الأسري وأخطر آثاره على الفرد والمجتمع
التفكك الأسري هي حالة اضطراب أو خلل عاطفي وعدم استقرار لدى العائلة، فيظهر عند إصابة أي عائلة بصراع وجدالات بين الأبوين باختلاف طرق حلهم لتلك المشكلات، سواء بمواجهة المشاكل تلك بارتفاع الأصوات، أو الأذى الجسدي، وتوصيل تلك المشاكل للأطفال عن طريق الصراخ.
أو ضربهم وجعل بيئتهم المحيطة متوترة كل هذا يؤثر على سلوكياتهم فيما بعد، وتقود عقل الطفل إلى العنف في سلوكياته، فيؤثر على صحته النفسية، والجسدية ويدفعه للبحث المتواصل عن مصدر اهتمام والهام آخر بنفس وقت انشغال الوالدين بمشاكلهم الشخصية وعدم الاهتمام بأطفالهم وتربيتهم السليمة،
العوامل المسببة للتفكك الأسري
لا شيء يخلو من النزاعات والخلافات، ولكن سوء الفهم والتصرفات السلبية وسوء المعاملة للأبناء، بالأخص من الآباء بشكل واضح ومبالغ فيه يتسبب في التفكك الأسري، وإليك أبرز عوامله في الآتي:
- صغر سن الآباء حيث زواجهم في سن مبكر، أو بشكل غير مرغوب فيه.
- وجود عوامل بيئية غير متناسبة كتدهور الصحة، وضعف دخل المال.
- عدم الموازنة أو العلم بكيفية الإنفاق على البيت والأبناء،
- عدم تواجد أهداف مشتركة لدى الزوجين
- اختلاف الاهتمامات بين الطرفين، اختلاف الديانة، معدل الذكاء، والعادات والتقاليد
- الانتقاد الدائم والمبالغ فيه بين الأبوين أو لأبنائهم، والاساءات اللفظية التي تقلل من احترام الطفل لذاتهُ.
- ضعف الفهم والاتصال بين أفراد الاسرة وبعضهم.
- محاولة التحكم وفرض السيطرة الدائمة من أحد الزوجين في اتخاذ القرارات بدون استشارة الطرف الآخر.
- التقليل من مشاعر الطرف الآخر وعدم مراعاة مشاعر الأطفال ومشاكلهم النفسية.
- الإهمال في دور التربية للأطفال من الأبوين، اعتماداً كل طرف على الآخر في إنجاز تلك المهمة.
- تدخل الأقارب بأمور ومشاكل الزوجين (كأهل الزوجة أو أهل الزوج).
اقرأ ايضًا: تعريف التفكك الأسري لغة واصطلاحا
مراحل التفكك الأسري
التفكك الأسري كالتقدم الحضاري بالنسبة للمعايير الزمنية، حيث تنشأ الأسرة ولكنها لن تبقى كما هي كانت عليه في السابق، حيث الأزمات، والخلافات والمشاكل، أو انشغال كل فرد منهم، وتؤدي تلك العوامل إلى البرود واللامبالاة حتى تصل للانفصال، بالتالي انهيار دور البناء الأسري، وفيما يلي نستعرض مراحل التفكك الأسري:
1- زيادة التوتر والمشاكل بين الزوجين
نتيجة للتراكمات وحجب المشاكل عن الطرف الآخر وعدم حلها بالوقت المناسب، ومرور وقت يسبب التوتر ومشاكل وجعل موقفهم وعلاقتهم أكثر حساسية،
2- محاولة الطرفين محاولات غير جديه ومتقطعة لحل مشاكلهم
وهنا عند حدوث أي خلاف بين الطرفين، يبدأ كل طرف بمحاولة حل تلك الخلافات، ولكن من أجل فقط حماية الأطفال، فعند فشل تلك المحاولة، يلجأ كل واحد منهم بالتفكير بطرف ثالث يقوم بحل تلك المشاكل وهذه واحدة من أخطر المراحل التي قد تصل الأسرة لها، ويبدأ كل طرف بالتفكير في الانفصال عن الطرف الآخر،
3- تأثر الطفل وعدم شعورهُ بالأمان والسكينة
عند تلك المرحلة قد يحاول الأبوين بالصُلح المؤقت فقط، للجلوس مع أطفالهم وعدم الاكتراث بحل المشاكل القائمة بالمنزل، فبالتالي ان عدم حل تلك المشاكل والنزاعات القديمة ستتجدد وتعود مرة أخرى،
4- البدء في إجراءات الطلاق
تؤثر تلك المرحلة على أحد الأطفال، عند رفض أحد الزوجين طلب الطلاق بالمحكمة سيستخدم، أحد منهم الأطفال للضغط على الطرف الآخر لجعله يقبل الطلب، أو التراجع عنه وهنا تسمى بمرحلة التفكك الأسري، حيث تبدأ عندها إجراءات حضانة الأطفال مما يؤدي إلى تشتيتهم وتفكيكهم.
اقرأ ايضًا: آثار تفكك الأسرة على الأولاد وطريقة حمايتهم.، حلول مقترحة من خبراء تربية
أثار التفكك الأسري على المجتمع والطفل
كل مشكلة من مشاكلنا الحياتية لها جوانب وآثار سلبية خطيرة، وتلك المشكلة لها انعكاس على الطفل، لها أيضاً آثار سلبية على المجتمع، وسنوضحها خلال النقاط الآتية:
1- أثر التفكك على قيم المجتمع وثقافته
كما ذكرنا من قبل إن التفكك الأسري هو خلل عاطفي في وخلل قيم الأسرة، قد تؤدي الى التسبب بخلل في القيم التي يحاول المجتمع في ترسيخها في سلوكيات أفرادهُ، كالمودة والمسامحة والرحمة والتعاون والحب، وتنمية أطفال أسوياء لبناء مستقبل الوطن واستمرارهُ.
اقرأ ايضًا: مظاهر العنف ضد النساء والفتيات
2- آثار التفكك الأسري على الطفل
يؤثر التفكك الاسري على سلوك الطفل كلياً، حيث يمكن أن يصيبه باضطراب شامل في كل سلوكهُ، وإليكم بعض النقاط عن تلك الآثار:
- أول خلل يحدث في محيط الطفل وبيئتهُ، يسبب للطفل صراع داخلي من الانهيارات الأسرية والمشاكل، مما يؤدي الى دفع ذلك الطفل الى دوافع عدوانية تجاه والديه وأفراد المجتمع، يصعب السيطرة عليها.
- يجعل الطفل حاملاً لعبء التفكير الدائم (Over Thinking ) عند مشاكل الانفصال التي تحدث بين والديه.
- يقود الطفل للمقارنة دائماً بين أسرتهُ وباقي الأسر التي يراها عند باقي الأطفال، مما يجعله متعايش مع شعور الإحباط.
إلى هنا قد علمنا أن التفكك الأسري مشكلة حقيقية، وخطيرة يمكنها أن تهدم شعوب كاملة، وتترك الكثير من الآثار السلبية، سواءً على الفرد أو على المجتمع عامةً، لذلك على كل فرد أن يحافظ على كيان أسرته ومراعاة حقوق كل فرد من أفرادها حتى نرتقي لأفضل وأعلى المكانات.