ما هي حقيقة عيد الحب والقصة الحقيقية له وحكم الاحتفال به

يحتفل العديد من الأشخاص في كل عام بمناسبة عيد الحب، ولكنهم لا يدركون قصة هذا اليوم أو سببه، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنعرض من خلال المقال التالي ما هي حقيقة عيد الحب والقصة الحقيقية له وحكم الاحتفال به.
ما هي حقيقة عيد الحب والقصة الحقيقية له
جاء في الأساطير أن في هذا اليوم كان الرومان يحتفلون بعيد يسمى (لوبركيليا) في يوم 15 فبراير من كل عام، ويقومون بطقوس وشعائر وثنية، حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم حتى تحمي مراعيهم من الذئاب.
وكان ذلك اليوم يوافق عندهم عطلة الربيع، حيث كانت حسابتهم للشهور تختلف عن الحسابات الحالية، وفي بداية القرن الثالث الميلادي في روما تغير يوم الاحتفال ليصبح 14 فبراير بدلًا من 15 فبراير.
وفي ذلك الوقت كان الدين النصراني في طور النشأة، حيث كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم الزواج عن الحرب، لكن القديس فالنتاين قد تصدى لهذا الحكم.
حيث كان يتم عقد الزواج سرًا، ولكن سرعان ما اكتُشف الأمر وحُكم عليه بالإعدام، وهو في سجنه وقع في حب ابنة السجان، وكان هذا سرًا حيث يُحرم على الرهبان والقساوسة الزواج أو تكوين العلاقات العاطفية وفقًا للشريعة النصرانية.
وقد شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية، حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية، ويعبد آلهة الرومان، ولكن قد رفض فالنتاين وتمسك بالنصرانية.
حتى وقع عليه حكم الإعدام في يوم 14 فبراير عام 270 ميلاديًا، ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا)، ومنذ ذلك اليوم أطلق عليه لقب قديس، وبمرور السنوات وبعد انتشار النصرانية في أوربا تغيرت عطلة الربيع، وأصبح الاحتفال بالعيد في يوم 14 فبراير واسمه عيد القديس فالنتين إحياء لذكراه.
ومنذ ذلك الوقت أصبح من طقوس هذا اليوم تبادل الورود الحمراء والهدايا، وبطاقات تحمل صور كيوبيد وهو على شكل طفل له جناحان يحمل قوسًا ونشابًا، وهو إله الحب عند الرومان، حيث كانوا يعبدونه من دون الله، وقد تعددت الروايات حول هذا اليوم، ولكن جميعها تدور حول هذا المعنى.
حكم الاحتفال بعيد الحب
مثل هذه المناسبات هي بدعة، وليس لها أصول في الدين الإسلامي، ومن هذا يكون حكم الاحتفال بعيد الحب هو حرمة الاحتفال به، وذلك لما يأتي:
- يرجع أصل هذا العيد إلى جذور تاريخية إما وثنية، وإما نصرانية، ولذلك لا يجوز الاحتفال به.
- فيه تشبه بغير المسلمين، وهذا يخالف ما جاء به الشرع الإسلامي، فقد روى أبو داود عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من تشبه بقوم فهو منهم”.
- كونه عيدًا لا يخص المسلمين يجعل الحرمة مصاحبة له، حيث أبدلنا الله من الأعياد ما فيه غنى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الفطر، ويوم النحر”
- يشمل هذا العيد على أشياء مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، منها الحب خارج حدود الشرع، أو العشق.
الحب في الإسلام
الحب لا يمنعه الشرع ما دام بضوابط شرعية، لا يقبل شرعًا أن يتعلق الرجل بامرأة متزوجة أو مخطوبة، كما لا يجوز لأمرأه أن تتعلق برجل أجنبي، أما الإعجاب الذي يجعل هناك رغبة في إتمام الزواج فهو جائز شرعًا.
قال تعالى: ” ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا” [البقرة: 235].
كما لم يحارب الرسول صلى الله عليه وسلم غريزة الحب، فهي غريزة طبيعية، وأخبر أن نهاية الحب لا بد أن تكون زواجًا، أما التلاعب بالمشاعر فهو أمر يرفضه الإسلام، روى النسائي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لم ير –نر- للمتحابين مثل التزوج”.
من خلال المقال السابق نكون قد عرفنا ما هي حقيقة عيد الحب والقصة الحقيقية له وحكم الاحتفال به، فلا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة التي لا وجود لها في الشرع، فهي تُعد تقليدًا للكفار، ووسيلة للفواحش واللعب واللهو.