ما أعظم فضائل شهر رمضان؟ أعظم ما يقوم به العبد في الشهر الكريم

3 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

يقترب قدوم الشهر المبارك، وإن أعظم فضائل شهر رمضان تكمن في كونه شهر الرحمة والغفران، فيه يدعو المرء الله بالجنان، ويرجوه أن يبعده عن النيران؛ وفي موقع لحظات نيوز نتعرف على مكانة شهر رمضان، بالإضافة إلى آثاره على الفرد والمجتمع، كما سنعرف أعظم ما يقوم به العبد في الشهر الكريم.

أهمية شهر رمضان وفضله العظيم

ما أعظم فضائل شهر رمضان

جاءت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية توضح عظمة هذا الشهر وأداء عبادة الصوم فيه، ومن خلال النقاط الآتية نتعرف على أعظم فضائل شهر رمضان:

إن شهر رمضان هو الذي أنزل الله فيه القرآن لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).
كانت ليلة القدر الواقعة في العشر الأواخر من رمضان هي ليلة نزول القرآن، وقد جعل الله فيها ثوابًا مضاعفًا لقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
فيه غفران للذنوب، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
فيه رحمة، ومغفرة، وعتق من النار؛ كما يتم تقييد الشياطين فيه، لتقل فيه المعاصي عن سائر الشهور وفق الحديث النبوي: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين).
فيه تستجاب دعوة الصائم بإذن الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث لا ترد دعوتهم: دعوة المظلوم والصائم حين يفطر والإمام العادل).
فيه رياضة روحانية تهدف إلى تعزيز جهاد النفس لدى المسلم من خلال امتناعه عن الشهوات وفق الحديث القدسي: (أن يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي).
لصوم رمضان ثواب خاص لا يعلمه إلا الله، فقد جاء في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به).

أعظم ما يقوم به العبد في الشهر الكريم

بعد أن تعرفنا فيما سبق على أعظم فضائل شهر رمضان، نود الآن توضيح كيفية استقبال المسلم الشهر الكريم أفضل استقبال ممكن، وذلك من خلال اتباع ما يلي قدر المستطاع لنيل الأجر والثواب العظيم:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس استقبالًا لشهر رمضان، وكان دائمًا يستبشر بقدومه ويفرح لذلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم).
إن خير ما يفعله المسلم هو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في اغتنام الشهر الفضيل والفرح بقدومه؛ وذلك من خلال الصيام، والصلاة، والقيام، والدعاء، وتلاوة القرآن مرة واحدة في الشهر على الأقل.
من المستحب أن يكون هناك استعداد مسبق لقدوم الشهر الفضيل، حيث يفضل أن يعود المرء نفسه على العبادات والطاعات، كما أنها فرصة عظيمة للتوبة من أجل بداية جديدة في شهر رمضان.
يعد شهر رمضان فرصة عظيمة لتدبر معاني القرآن وتفسيره، كما أنه يتيح للمرء التفقه في الدين وأحكامه ولو بالقدر اليسير.

الحكمة من صوم رمضان

لقد فرض الله الصيام على عباده لحكمة ما، حيث أن الله دائمًا يفرض ما يحقق مصالح عباده، وفيما يلي نتعرف على حكمة تشريع صوم رمضان:

قام الله بتشريع الصوم على المسلمين مثل سائر الأمم السابقة بهدف تحقيق التقوى لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
تكون تقوى الله باجتناب المفطرات أثناء صيام رمضان، مما يجعل اجتناب المحرمات أمرًا سهلًا على المسلم؛ كما أن الإقبال على العبادات والإكثار من الأعمال الصالحة كذلك من تقوى الله.
في الصوم تذكير للعباد بمعاناة الفقراء والمحتاجين، وفيه بذلك تذكير بفضل النعم حين يمتنع عنها المرء.
في الصوم جهاد للنفس من خلال الامتناع عن الشهوات، وفي ذلك نصر عظيم على الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
إن رمضان رياضة روحانية تهدف إلى تعليم الصبر على الشدائد، وهو ما يزيد من قوة وإيمان المسلم بالله سبحانه وتعالى.

أثر الصيام على الفرد والمجتمع

تؤثر أعظم فضائل شهر رمضان على كل من الفرد والمجتمع تأثيرًا إيجابيًا كالتالي:

يعمل صوم رمضان على زيادة التقوى في القلوب، مما يقرب المرء إلى الطاعات، ويبعده عن المعاصي.
في الصيام إخلاص النية لله عز وجل، وهذا دليل على إيمان عظيم؛ ولذلك، جعل الله ثواب الصيام أعظم من غيره.
يجعل الصيام المرء يستشعر الله من حوله، مما يجعله أكثر حرصًا على الابتعاد عن المحرمات وكل ما يغضب الله ن قول أو فعل.
فيه تهذيب للنفس من خلال اجتناب الشهوات أثناء الصيام، وتقنينها عند الإفطار.
فيه يجتنب المرء الكذب وغيره من المفطرات المعنوية التي تنقص من أجر الصوم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
فيه أسمى معاني التكافل الاجتماعي بين الناس، حيث تكثر فيه الصدقات وصلة الأرحام، وقد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان).
فيه تكثر موائد الرحمن لإطعام الفقراء والمساكين، كما ينال فيه المرء أجرًا على إفطار الصائمين حسب الحديث النبوي القائل: (مَن فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، غيرَ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا).

إلى هنا نكون قد تعرفنا بشكل مفصل على أعظم فضائل شهر رمضان، حيث تناولنا ما جاء من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حول فضل الشهر المبارك وثوابه، كما تعرفنا على الحكمة من الصيام، وأعظم ما يقوم به المرء لاستقبال الشهر الفضيل، وقد تطرقنا كذلك إلى أثر صوم رمضان على الفرد والمجتمع.