ما حكم اقامة الوليمة للعرس

الوليمة للعرس تكون على الزوج لأنه مأمور بها، ومشروعة في حق الزوج ويمكن أن تكون مشتركة بين أهل الزوج والزوجة أو يقوم بها اهل الزوجة فقط وذلك حسب الاتفاق، وسميت وليمة بسبب اجتماع الناس عليها ومأخوذة من كلمة الولم أي الاجتماع، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنجيب عن سؤال ما حكم اقامة الوليمة للعرس.
ما حكم اقامة الوليمة للعرس
هي سنة مؤكدة من الحنفية والمالكية والشافعية، ويستحب أن تكون بعد الدخول، وإذا كانت قبله لا يوجد مشكلة ويمكن أن تكون عند العقد او بعده.
وقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى علَى عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ أثَرَ صُفْرَةٍ، قالَ: ما هذا؟ قالَ: إنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً علَى وزْنِ نَواةٍ مِن ذَهَبٍ، قالَ: بارَكَ اللَّهُ لَكَ، أوْلِمْ ولو بشاةٍ”[الراوي: أنس بن مالك] [المحدث: البخاري].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ووقت الوليمة في حديث زينب وصفته تدل على أنه عقب الدخول، وجاء في مغني المحتاج: والأفضل فعلها بعد الدخول لأن الرسول صلى الله لعيه وسلم لم يقوم بوليمة على نسائه، إلا بعد الدخول.
التحذير من الإسراف والتبذير
يجب الحرص على عدم الإسراف والتبذير في إقامة الولائم، والمراد من الوليمة الاكل والشراب وليس الكمية والمفاخرات بإعداد طعام بلا حدود، لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن الإسراف والتبذير.
والذي ينهى عنه الله ولا يحبه يكون من يفعله محروم من ثوابه، قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم “كُلوا واشرَبوا وتَصدَّقوا والبَسوا، غيرَ مَخيلةٍ، ولا سَرفٍ، وقال يزيدُ مرَّةً: في غيرِ إسرافٍ، ولا مَخيلةٍ”[الراوي: عبد الله بن عمرو] [المحدث: شعيب الأرناؤوط].
وعند التحدث عن الإسراف في الطعام فيكون خير قدوة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو لم يسرف عندما أولم على صفية بنت شيب رضي الله عنها، وعن صفية بنت شيبة رضي الله عنها قالت: “أنَّ النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أَوْلَم على صَفيَّةَ بسَويقٍ وتمر”[الراوي: أنس بن مالك] [المحدث: الوادعيٍ].
المدعو إلى وليمة العرس
من يتم دعوته إلى وليمة العرس يجب أن يجب الدعوة ويذهب، إذا كان وقت الوليمة مناسب معه، ولا يتواجد في الوليمة ما يخالف الشرع او يغضب الله.
وإجابة الدعوة إلى وليمة العرس واجبة إذا كان لا يوجد مانع، قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم “إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلى وَلِيمَةِ عُرْسٍ، فَلْيُجِبْ”[الراوي: عبد الله بن عمر] [المحدث: مسلم].
لكن عند تواجد عذر او سبب عدم المجيء، يمكن تقديم اعتذار بطريقة مهذبة ولا يجب أن يعطيه وعد أنه سيحضر وهولا يريد الحضور، لأنه يسبب غضب صاحب الدعوة ويعد هذا خلف وعد وخلف الوعد علامة من علامات النفاق.
إذا كانت الدعوة عامة، فإن إجابة الداعي تكون فرض كفاية، لو قام بها سقطت عن الباقيين، ولكن إذا كانت الدعوة خاصة لا بد له من الحضور، ويبغض في الوليمة دعوة الأغنياء دون الفقراء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الوَلِيمَةِ، يُمْنَعُهَا مَن يَأْتِيهَا، وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَن يَأْبَاهَا، وَمَن لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ، فقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ”[الراوي: أبو هريرة] [المحدث: مسلم].
وبذلك نكون أنهينا الحديث عما حكم إقامة الوليمة للعرس، وعدم الإسراف في مثل هذه الولائم، لأن الله-عز وجل نهانا عن الإسراف، ويجب أن يكون المدعو للوليمة صاحب وعد أو يكون لديه عذر شرعي لصاحب الدعوة.