هل سب الدين بغير قصد يبطل الصيام؟ حكم سب الدين في شهر رمضان

شهرين منذ

كريم احمد الحسيني

شهر رمضان من الشهور العظيمة، التي يجب أن نتجنب فيه أن نقوم بأي فعلا لا يرضي الله، ويوجد جزء من الأشخاص يقومون بسب الدين، ولكن يجب أن لا يقوموا بذلك في شهر رمضان، ومن خلال موقع لحظات نيوز سوف نعرض هل سب الدين بدون قصد يبطل الصيام أم لا.

حكم سب الدين في شهر رمضان

يعد سب الدين من أسباب ردة المسلم عن الدين الأسلامي، ويحرم على كل مسلم سب الدين سواء كان ذلك في شهر رمضان أو غيره، وسواء كان ذلك في نهار رمضان أو في ليله، و من يقوم بسب الدين فيعتبر أرتد عن الأسلام وفسد صوم.

حكم سب الدين في شهر رمضان لمن جهل بالحكم

سب الدين في شهر رمضان

حكم سب الدين في شهر رمضان يكون معلوم بالضرورة بين المسلمين، فمن يقوم بهذا الفعل الغير مقبول يكون جاهل في حكمة، ولا يعذر بجهله، ويعتبر تلك الشخص مرتد عن الأسلام، أما من يقوم بسب الدين وهو في الجاهليه ولا يعلم عن الأسلام شيئا ويكون ليس بين المسلمين، فهو يأخذ حكم أهل الفترة إذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله يمتحن يوم القيامة.

ذهبت دائرة الإفتاء الاردنية إلى أن من يسب الدين قد كفر، وذلك يعني خروجة من الملة، وعليه أن يجدد ايمانه، وإذا سب الدين وهو صائم يعتبر أنه أفطر وعليه قضاء ذلك اليوم.

هل سب الدين في رمضان يبطل الوضوء

يذهب الحنابلة والمالكية إلى أن الردة تبطل الوضوء ودليلهم على ذلك قوله تعالى: [وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ] وقوله تعالى: [وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ] وتوضح الآيات أن الوضوء عمل فهو يبطل بالردة، وبناء على ذلك أن سب الدين يبطل الوضوء، ولكن ذهب الشافعية أن الردة لا تبطل الوضوء، وبناء على ذلك فأن سب الدين عندهم لا ينقض الوضوء، وعند الحنفية الوضوء لا ينقض إلا بحدث والردة عندهم لا تعتبر حدث، بناء على ذلك فأن سب الدين عندهم في رمضان لا ينقض الوضوء.

قمت بسب الدين قي رمضان غاضباً ماذا يجب أن أفعل

سب الدين يعد ردة عن الأسلام، فمن قام بسب الدين سواء كان غاضب أم غير غاضب عليه أن يقوم بتلك الاعمال:

يجب أن يبادر بالتوبة النصوح.
يجب أن يقوم بالإستغفار.
يجب أن يجديد إيمانه وتجديد دخوله في الإسلام، وذلك بنطقه للشهادتين.
على من قام بسبِّ الدين في نهار رمضان أن يقضي اليوم الذي سبَّ فيه الدين بعد انقضاء شهر رمضان.

قبول توبة ساب الدين

يوجد رأين في قبول توبة سب الدين وسوف نعرض تلك الرأين فيما يلي:

الرأي الأول: التوبة لا تقبل، بل يتم الحكم علية بالقتل بسبب كفرة، ولا تجوز الصلاة علية، ولا يجوز الدعاء له لارحمة، ولا يتم دفنة في مقابر المسلمين، والذين ذهبوا إلى ذلك هم فقهاء الحنابلة.
الرأي الثاني: تقبل التوبة إذا علن الشخص عن علم صدق توبتة إلى الله، وأقر بأنه قد أخطأ بحق نفسه وحق الله.

شروط توبة ساب الدين

قال الله سبحانه وتعالى: [ُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ]، إذا تاب من سب الدين عن فعله فأن الله يتوب عنه ما دامت توبتة صحيحة ومستوفية للشروط، فهو مثله مثل غيرة من المرتدين والعصاة، إن تابوا بتقبل توبتهم، وشروط التوبة التوبة الصحيحة هي:

أن توبة تكون خالصة لله، وأن لا تكون التوبة بقصد السمعة أو الرياء، فأذا كانت خالصة لله عز وجل يكون حقق الشرط الأول والأهم في صحة التوبة.
أن يشعر الشخص الذي سب الدين الأسلامي بالندم، على ما فعل من شتائم و استهانة بالأسلام، وأن تكون في قلبه حسرة على ما فعل وبدر منه اتجاه الأسلام.
أن يندم على ما فعله من شتم الدين، ولا يبقي مصر على ذلك، ويعيده مرة بعد مرة.
أن ينوي التائب على أن يعود إلى ذلك الفعل مرة أخري.
أن تكون التوبة في الأوقات التي ممكن أن تقبل بها التوبة، وكل الأوقات بتقبل بها التوبة ألا عند ظهور علامات الساعه الكبري أو عندما تخرج الشمس من مغربها، ولقول الله تعالي [هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ] ولقول الله تعالي [وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا].

في النهاية لقد عرضنا أحكام سب الدين في شهر رمضان، سواء كان بقصد أو بغير قصد، ويجب على الشخص الذي قام بذلك الفعل الفاحش أن يتوب توبة نصوحة.