هل يجوز ختم القرآن للميت؟ كبار علماء الفقه والشريعة يجيبون

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

يتكرر ويتردد سؤال هل يجوز ختم القرآن للميت على لسان الكثير من المسلمين، ممن يبحثون عن حكم هذا الفعل، لذلك يجيب موقع لحظات نيوز عن هذا السؤال مبينًا حكم ختم القرآن للميت عند كبار علماء الفقه، وحكمه عند الشيخ ابن عثيمين، مع ذكر حكم انتفاع الميت بالصدقة التي يتصدق بها غيره عنه.

حكم ختم القرآن للميت

هل يجوز ختم القرآن للميت؟

أجمع أهل العلم المسلمين على أن قراءة القرآن ووهب ثوابها للميت جائز شرعًا، ويصل ثوابه للميت وينتفع به، ولم يشذ عن هذا الرأي غير المبتدعة الذين ذهبوا إلى أن الميت لا يصله شيء من الثواب إلا عمله فقط.

وذهب أحمد وأبو حنيفة وغيرهما بالإضافة إلى بعض أصحاب الشافعية إلى ان الميت ينتفع بقراءة القرآن له، وذهب مالك والشافعي إلى أن ذلك لا يصل إلى الميت، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} [سورة النجم: الآية 39]، كما استدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (أخرجه مسلم).

ورد الفريق الأول على هذا القول بأن الإنسان يستحق سعيه الي يملكه، أما سعي غيره فهو ملك له ويمكن أن يهدي سعيه هذا لمن شاء، وأن ليس كل ما ينتفع به الحي أو الميت من سعيه، فقد يكون من سعيه فيستحقه لأنه من كسبه، وقد يكون من سعي غيره فينتفع به بإذن صاحبه، مثل الذي يوفيه الإنسان عن غيره فتبرأ ذمته.

أما جوابهم عن الحديث فقالوا: أن الولد من كسبه، وكما قال الله تعالي: {ما أغني عنه ماله وما كسب} [سورة المسد: الآية 2]، فالكسب هنا بمعنى الولد، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ إنَّ أَطيبَ ما أَكلَ الرَّجلُ مِن كَسْبِه، ووَلدُه مِن كَسْبِه (صحيح النسائي).

والصحيح بإذن الله تعالى أن وصول ثواب القراءة يصل للميت، وقال بعض الشافعية ممن يقولون بعد وصول القراءة للأموات قول حسن، وهو: أنه إذا قرأ الشخص وقال بعد قراءته اللهم إن كنت قد قبلت قراءتي هذه، فأجعل ثوابها لفلان، وقالوا إن ذلك من باب الدعاء،

حكم ختم القرآن للميت عند ابن عثيمين

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يرى جواز إهداء ثواب القراءة للميت، وأن ذلك يصل إليه وينتفع به بإذن الله تعالى، أما الذي لا يجوز هو الاجتماع عند القبور والقراءة عليها، وأن الأولى أن نجتنب قول لفظ الفاتحة على روح فلان ونحوها من الألفاظ المبتدعة، وما قاله هو نفسه مذهب الجماهير من أهل العلم والمحققين،

حكم انتفاع الميت بالصدقة

اجمع أهل العلم من المسلمين على انتفاع الميت بالصدقة عنه، سواء كانت جارية مثل: بناء مسجد، أو سقاية الماء، أو كانت غير جارية مثل: إعطاء محتاج أوفقير بعض النقود بنية أن يحصل الثواب للميت، ولا يشترط لصحة وصول الثواب أن يكون المرء قد تصدق عن نفسه، فالصدقة تصح ويصله ثوابها للميت لو تصدق عنه غيره.

في نهاية المقال يكون قد تم بيان حكم ختم القرآن للميت عند كبار علماء الفقه والشريعة، مع ذكر رأي الشيخ ابن عثيمين، مع توضيح حكم انتفاع الميت بالصدقة.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى