من المعتقدات التي تضاد التوحيد … أكمل

يحرص المسلمون على تطبيق قواعد دينهم وعقائده بشكل سليم، إلا أن بعضهم قد يقع في فخ معتقدات تنافي ما يدعو إليه الإسلام من توحيد لله عز وجل دونًا عن سواه؛ وفي موقع لحظات نيوز سنتعرف على بعض من المعتقدات التي تضاد التوحيد.
من المعتقدات التي تضاد التوحيد
يكمن توحيد الله عز وجل في إفراده وعدم إشراك سواه في كل من الربوبية والألوهية على حد سواء؛ وعلى العبد المسلم أن يقر بهذا التوحيد ويبتعد عن بعض العقائد التي قد تنافي توحيده لله، مثل هذه العقائد:
- عندما لا يبرأ المسلم من عبادة غير الله أو إشراك سواه في العبادة.
- عندما يدعو المسلم من هم دون الله ويستعين بهم لقضاء حاجاته.
- حين يحب المسلم الغير أكثر من حبه لله.
- حين يقدم طاعة المخلوق على الخالق؛ ويحل ما حرم الله، أو يحرم ما أحل الله.
حكم بعض المعتقدات التي تضاد التوحيد
تناولنا فيما سبق بعضًا من المعتقدات التي تضاد التوحيد، والآن نأتي لتوضيح أحكام بعضها؛ حيث يكثر لدى بعض العوام أغلب هذه المعتقدات الخاطئة، لذا لا بد من بيان أحكامها:
- حكم الدعاء والاستعانة بغير الله
يكثر لدى البعض دعاء الصحابة والأنبياء أو الأئمة، إلا أن هذا يعد شركًا أكبر؛ وقد نهى عنه الله حين قال: (وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ).
ويقول تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) وهو ما يدل على أن الله وحده يملك أمور كل شيء من خير وشر، وتعد دعوة من سواه باطلة،
- حكم المحبة لغير الله
لا يجوز للمسلم أن يحب الغير مثل حبه لله، حيث يعد ذلك شركًا وفقًا لقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)؛ وذلك لأن الإيمان الحق يقتضي أن يحب المسلم الله أكثر من أي شيء وأي شخص،
- حكم عدم البراءة مما يعبد من دون الله
يجب أن يكون توحيد المؤمن خالصًا لله وحده دون أي معبود سواه، فالله لا يقبل أن يشرك به؛ وعلى المسلم أن يبرئ نفسه من عبادة غير الله، كما فعل إبراهيم مع قومه وفق ما قال الله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ*إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ).
- حكم طاعة غير الله في أمور الحلال والحرام
حرم الله طاعة الغير فيما يتعلق بأحكام الله من حلال أو حرام، سواء كان هؤلاء من العوام أو العلماء على حد سواء؛ حيث قال تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
كما وضح الله تعالى أن طاعتهم لن يكون لها ضرًا أو نفعًا يوم القيامة، حيث يتبرأ بعضهم من بعض عندما يروا عذاب الله، كما قال الله: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ).
أهمية معرفة المعتقدات التي تضاد التوحيد
تكمن أهمية معرفة هذه المعتقدات في الحذر من اتباعها، باعتبارها شركًا لا يغفر الله لصاحبه؛ وتعمل هذه المعرفة على وقاية المسلم من الوقوع في مثل هذه المعتقدات الخاطئة التي تسيء إلى توحيده وإيمانه بالله.
هنا نختم مقالنا بعد أن عرفنا بعضًا من المعتقدات التي تضاد التوحيد؛ والتي يغلب عليها الشرك بالله عن طريق حب الغير وطاعتهم أكثر من الله، أو دعوة وعبادة من هم دون الله؛ وقد وضحنا أحكام هذه العقائد الخاطئة، مع بيان أهمية معرفتها للحذر من اتباعها وإغضاب الله.